responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 153

ذلك القدر ليس من الدنيا و كل من كانت معرفته أقوى و أيقن كان حذره من نعيم الدنيا أشد حتى‌

إِنَّ عِيسَى ع وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى حَجَرٍ لَمَّا نَامَ ثُمَّ رَمَاهَا إِذْ تَمَثَّلَ لَهُ إِبْلِيسُ وَ قَالَ رَغِبْتَ‌[1] فِي الدُّنْيَا

وَ حَتَّى‌

إِنَّ سُلَيْمَانَ ع فِي مُلْكِهِ كَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ لَذَائِذَ الْأَطْعِمَةِ وَ هُوَ يَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِيرِ

فجعل الملك على نفسه بهذه الطريق امتحانا و شدة و لهذا زوى الله تعالى عن نبينا ص الدنيا فكان يطوي أياما و كان يشد الحجر على بطنه من الجوع و لهذا سلط الله تعالى البلاء و المحن على الأنبياء و الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل كل ذلك نظرا لهم و امتنانا[2] عليهم ليوفر في الآخرة حظهم كما يمنع الوالد الشفيق ولده لذة الفواكه و الأطعمة و يلزمه ألم الفصد و الحجامة شفقة منه عليه و حبا له لا بخلا عليه فما يؤخذ من الدنيا من هذه الأسباب بقدر الحاجة و القصد به الاستعانة على التقوى و الطاعة فهو لله معناه و إن كانت صورته صورة الدنيا و جميع ما يؤخذ من الدنيا و يقصد به اللذة و المفاخرة و المكاثرة فليس لله إلا الدنيا[3] و ما أخذ على وجه التقوى و الطاعة فهو لله.

وَ قَالَ النَّبِيُّ ص‌ مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالًا مُكَاثِراً مُفَاخِراً لَقِيَ اللَّهَ وَ هُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ وَ مَنْ طَلَبَهَا اسْتِعْفَافاً عَنِ الْمَسْأَلَةِ وَ صِيَانَةً لِنَفْسِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ

فانظر إلى قول الله تعالى‌ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى‌ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى‌ و مجامع الهوى خمسة أمور و هي ما جمعه الله تعالى في قوله‌ أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ[4] فهذه بينها الله تعالى إنها للدنيا و الذي هو لله تعالى فهو قدر الضرورة و ما لا بد منه من مسكن و ملبس و مطعم و مشرب و الحزم في الحذر و التقوى و أخذ هذه الأسباب بقدر الحاجة اقتداء بالأنبياء و الأولياء إذ كانوا يردون أنفسهم إلى حد الضرورة كما

أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ رض لَمْ يُحْضَرْ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَامٌ عَلَيْهِ إِدَامَانِ قَطُّ- وَ أَنَّهُ وَرَدَ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ اسْتَضَافَهُ فَقَدَّمَ لَهُ خُبْزَ شَعِيرٍ وَ مِلْحاً قَالَ زِدْنَا خَلًّا وَ بَقْلًا فَرَهَنَ سَلْمَانُ رَكْوَتَهُ عَلَى ذَلِكَ فَلَمَّا فَرَغَا مِنَ الْأَكْلِ قَالَ أَبُو ذَرٍّ


[1] في بعض النسخ‌[ رغب‌]

[2] في بعض النسخ‌[ امتناعا].

[3] في بعض النسخ‌[ فليس له الا الدنيا] و في بعضها[ فليس للّه إلّا للدنيا].

[4] سورة الحديد آية 20

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست