فالزائد عنه من هذه
الدنيا يلهي و اليسير منها ما يصلح به حاله يكفي و يبلغ إلى خير الآخرة و نعيمها.
و مثال العبد في نسيان نفسه و مقصده مثال الحاج الذي يقف في منازل الطريق و لا
يزال يعلف الناقة و يتعهدها و يتلطفها و يكسوها ألوان الثياب و يحمل عليها أنواع
الحشيش و يبرد لها الماء فيشتغل بذلك فتفوته القافلة و هو غافل عن الحج و عن مرور
القافلة و عن بقائه في البادية فيهلك و تفترسه السباع هو و ناقته و الحاج البصير
لا يهمه
[1] الركوة- بالفتح- دلو صغير يشرب فيه الماء و
الجمع ركاء و ركوات.