responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 152

أرضه و سمائه و العلم بشريعة نبيه ص و أعني بالعمل العبادة الخالصة لوجه الله تعالى القسم الثاني كل ما فيه حظ عاجل و لا ثمرة له في الآخرة أصلا كالتلذذ بالمعاصي كلها و التنعم بالمباحات الزائدة الداخلة في جملة الرفاهات و الرعونات كالتنعم بالقناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث و الغلمان و الجواري و الدور و القصور و رقيق الثياب و لذيذ الأطعمة فحظ العبد من هذه كلها هي الدنيا المذمومة فمتى أخذ ذلك على قصد التنعم و الالتذاذ فهو من أبناء الدنيا و الراغبين فيها و في حظوظها إلا أن الرغبة في حظ الدنيا ينقسم إلى ما يعرض صاحبه لعذاب الآخرة و سخط الخالق و سمي ذلك حراما و قسم آخر و هو ما يحول بين العبد و الدرجات العلى و يعرضه لطول الحساب و يسمى ذلك حلالا و البصير يعلم أن طول الوقوف في عرصات القيامة لأجل المحاسبة أيضا عذاب فمن نوقش في الحساب عذب إذ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‌ حَلَالُهَا حِسَابٌ وَ حَرَامُهَا عِقَابٌ‌

بل لو لم يكن إلا الحساب لكان ما يفوت من الدرجات العلى في الجنة و ما يرد على القلب من التحسر على تفويتها بحظوظ حقيره خسيسة لا بقاء لها هو أيضا عذاب و قس به حالك في الدنيا إذا نظرت إلى أقرانك قد سبقوك بسعادات دنيوية كيف ينقطع قلبك حسرات مع علمك أنها سعادات متصرمة لا بقاء لها و منغصة[1] بكدورات لا صفاء لها فما حالك في فوت سعادات لا يحيط الوصف بعظمتها و ينقطع الدهر دون غايتها فكل من تنعم في الدنيا بأسباب يرجع إلى الدنيا لا يكون قصده بها الآخرة فهي تنقص من حظه في الآخرة و القسم الثالث و هو الذي لا بد منه و لا غنى عنه و هو ما يرجع إلى المطعم و المشرب و المسكن و الملبس فيؤخذ من ذلك بقدر الحاجة الداعية إليه بقدر ما يعين على طاعة الله و تقواه فإن‌


[1] في بعض النسخ‌[ متنقّصة]

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست