responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 149

مثال آخر لتأدية علائق الدنيا بعضها إلى بعض حتى الهلاك‌

قَالَ عِيسَى ع‌ مَثَلُ طَالِبِ الدُّنْيَا مَثَلُ شَارِبِ مَاءِ الْبَحْرِ كُلَّمَا ازْدَادَ شُرْباً ازْدَادَ عَطَشاً حَتَّى يَقْتُلَهُ‌

مثال آخر لمخالفة الدنيا و لنضارة أولها و خبث عواقبها

اعْلَمْ أَنَّ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا فِي الْقَلْبِ لَذِيذَةٌ كَشَهَوَاتِ الْأَطْعِمَةِ فِي الْمَعِدَةِ وَ سَيَجِدُ الْعَبْدُ عِنْدَ الْمَوْتِ لِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا فِي قَلْبِهِ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَ النَّتْنِ وَ الْقَيْحِ مَا يَجِدُهُ لِلْأَطْعِمَةِ اللَّذِيذَةِ إِذَا بَلَغَتْ فِي الْمَعِدَةِ غَايَتَهَا وَ كَمَا أَنَّ الطَّعَامَ كُلَّمَا كَانَ أَلَذَّ طَعْماً وَ أَكْثَرَ دَسَماً وَ أَظْهَرَ حَلَاوَةً كَانَ رَجِيعُهُ أَقْذَرَ وَ أَشَدَّ نَتْناً وَ كَذَلِكَ كُلُّ شَهْوَةٍ فِي الْقَلْبِ هِيَ أَشْهَى وَ أَلَذُّ وَ أَقْوَى فَنَتْنُهَا وَ كَرَاهَتُهَا وَ التَّأَذِّي بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ أَشَدُّ بَلْ هِيَ فِي الدُّنْيَا مُشَاهَدَةٌ فَإِنَّ مَنْ نُهِبَ زَادُهُ وَ مَالُهُ فَتَكُونُ مُصِيبَتُهُ وَ أَلَمُهُ وَ تَفَجُّعُهُ فِي كُلِّ مَا فَقَدَهُ فِيهَا بِقَدْرِ لَذَّتِهِ فِيهَا وَ حُبِّهِ لَهَا وَ حِرْصِهِ عَلَيْهَا فَكُلُّ مَا كَانَ عِنْدَ الْوُجُودِ أَشْهَى وَ أَلَذُّ فَهُوَ عِنْدَ الْفَقْدِ أَدْهَى وَ أَمَرُّ وَ مَا لِلْمَوْتِ مَعْنًى إِلَّا فَقْدُ مَا فِي الدُّنْيَا

وَ قَدْ رُوِيَ‌ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لِلضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ أَ لَسْتَ تُؤْتَى بِطَعَامِكَ وَ قَدْ مُزِجَ وَ مُلِحَ ثُمَّ تَشْرَبُ عَلَيْهِ اللَّبَنَ وَ الْمَاءَ قَالَ بَلَى قَالَ فَإِلَى مَا يَصِيرُ قَالَ إِلَى مَا عَلِمْتَ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ضَرَبَ مَثَلَ الدُّنْيَا لِمَا يَصِيرُ إِلَيْهِ طَعَامُ ابْنِ آدَمَ‌

وَ قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ إِنَّ الدُّنْيَا ضُرِبَتْ مَثَلًا لِابْنِ آدَمَ فَانْظُرْ مَا يَخْرُجُ مِنِ ابْنِ آدَمَ وَ إِنَّ مَزْجَهُ وَ مِلْحَهُ إِلَى مَا يَصِيرُ

وَ قَالَ الْحَسَنُ‌ قَدْ رَأَيْتُمْ يُطَيِّبُونَهَا بِالْأَفَاوِيهِ‌[1] وَ الطِّيبِ ثُمَّ يَرْمُونَ بِهَا حَيْثُ رَأَيْتُمْ‌

وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‌ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى‌ طَعامِهِ‌ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى رَجِيعِهِ‌

وَ كَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ‌ انْطَلِقُوا حَتَّى أُرِيَكُمُ الدُّنْيَا فَيَذْهَبُ بِهِمْ إِلَى مَزْبَلَةٍ فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى ثِمَارِهِمْ وَ دَجَاجِهِمْ وَ عَسَلِهِمْ وَ سَمْنِهِمْ وَ إِنَّ الْمَلَكَ يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ انْظُرْ إِلَى مَا بَخِلْتَ بِهِ انْظُرْ إِلَى مَا خَاصَمْتَ عَلَيْهِ انْظُرْ إِلَى مَا حَرَصْتَ عَلَى تَحْصِيلِهِ انْظُرْ إِلَى مَا ذَا صَارَ


[1] الافاويه التوابل و هي ما يطيب به الطعام من الأدوية كالدار صينى و الزنجبيل.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست