responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 120

و اعلم أن البواعث على الغيبة كثيرة فنحن نبين بعض ما يمكن بيانه ليعلم و يرجع عنه أول ذلك الحقد و الغضب الثاني موافقة الأقران و مجاملة[1] الرفقاء و مساعدتهم على الكلام فإنهم إذا كانوا يتفكهون بذكر الأعراض فيرى أنه لو أنكر عليهم أو قطع المجلس استثقلوه و تفرقوا عنه فيساعدهم و يرى ذلك من حسن المعاشرة و يظن أنه مجاملة في الصحبة فيحتاج أن يخوض معهم في الغيبة و الأولى الإنكار فإن لم يستطع فالقيام الثالث أنه يستشعر من إنسان أنه سيقصده أو يطول لسانه فيه أو يقبح حاله فيبادره فيطعن فيه ليسقط أثر شهادته الرابع أن ينسب إلى شي‌ء فيريد أن يتبرأ منه فيذكر الذي فعله و كان من حقه أن يبرئ نفسه و لا يذكر الذي فعله الخامس إرادة التضييع و المباهاة و هو أن يرفع نفسه بتنقص غيره فيقول فلان جاهل و فهمه ركيك و كلامه ضعيف و غرضه أن يثبت في ضمن ذلك علم نفسه و يريهم أنه أفضل منه أو يحذر أن يعظم مثل تعظيمه فيقدح فيه السادس الحسد و هو أنه ربما يحسد من يثنى الناس عليه و يحبونه و يكرمونه فيريد زوال تلك النعمة عنه فلا يجد سبيلا إليه إلا بالقدح فيه فيريد أن يسقط ماء وجهه عند الناس حتى يكفوا عن إكرامه و الثناء عليه فهذه أسباب متى اجتنبها الإنسان برئ من أن يكون مغتابا فمن كان يخشى الله و يتقيه فيجهد نفسه عن الكف عن مساوي الناس فإنها معرضة لمقت الله و مسبة[2] عند الله فينبغي أن يبدأ بعيوب نفسه فيصلحها فإذا علم من نفسه صلاحا فليعمل ما شاء و قبيح أن يطلق اللسان في عيب الغير و يترك عيب نفسه فالاشتغال بالنفس أولى‌

لِمَا وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ‌ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ‌

و مهما وجد عيبا من نفسه فينبغي أن يستحيي من أن يترك نفسه و يذم غيره و يعلم أن تألم غيره بغيبته إياه كتألمه بغيبة غيره له فإذا كان لا يرضى‌


[1] المجاملة: السلوك بالجميل.

[2] من السب بمعنى الشتم.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست