فيجب أن تعلم أنك
بالغيبة متعرض لسخط الله و مقته و المتعرض لمقت الله هالك و لا ينبغي أن يعذر
الإنسان نفسه بأن يقول إن اغتبت ففلان يغتاب و إن أكلت الحرام ففلان يأكل الحرام و
إن قبلت مال السلطان ففلان يقبل فهذا جهل لا يعذر أحد بالاقتداء بمن لا يجوز
الاقتداء به فإن من خالف أمر الله لا يقتدى به كائنا من كان و لو دخل غيرك النار و
أنت تقدر على أن لا تدخلها فلم توافقه و لو وافقته لكان ذلك سفها من عقلك فتكون
كالشاة تنظر إلى الغير تردى نفسه من الجبل فهي أيضا تردى نفسها
باب ما جاء في النميمة
النمام لا تصدقه لأنه
فاسق مردود الشهادة و قد قال الله تعالى إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ[3] فيجب أن تنهاه عن ذلك و
تنصحه و تقبح فعله له قال الله تعالى وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ
الْمُنْكَرِ[4] لئلا تظن بأخيك
الغائب السوء لقوله تعالى اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ و لا يحملك ما
حكي لك على التجسس و البحث و ينبغي بعد ذلك ألا ترضى لنفسك ما نهيت النمام عنه فلا
تحكي نميمة فتقول فلان قد حكى كذا و كذا فتكون به نماما و مغتابا و تكون قد أتيت
بما عنه نهيت