و اعلم أن الغيبة أن
تذكر أخاك بما يكرهه سواء ذكرت نقصانا في بدنه أو في نسبه أو في خلقه أو في فعله
أو في دينه أو في دنياه و حتى في ثوبه فأما في بدنه فتذكر العمش و الحول و القصر و
القرع[1] و الطول و
السواد و الصفرة و جميع ما يتصور أن يوصف به مما يكرهه و أما النسب بأن يقول أبوه
نبطي أو هندي أو فاسق أو خسيس أو شيء مما يكرهه كيف كان و أما الخلق بأن يقول له
سيئ الخلق بخيل متكبر مراء شديد الغضب عاجز ضعيف القلب متهور و ما يجري مجراه و
أما في أفعاله المتعلقة بالدين كقولك سارق و كذاب و شارب خمر و خائن و ظالم و
متهاون بالصلاة و بالزكاة و لا يحسن الركوع و السجود و لا يحترز عن النجاسات و ليس
بارا بوالديه و لا يضع الزكاة في مواضعها و أما فعله المتعلق بالدنيا كقولك إنه
قليل الأدب يتهاون بالناس و لا يرى لأحد حقا على نفسه و يرى لنفسه حقا و إنه كثير
الكلام كثير الأكل و إنه نئوم و ينام إلى غير وقته و يجلس في غير موضعه و أما في
ثوبه فإنه واسع الكم طويل الذيل وسخ الثياب و قال قوم لا غيبة في الدين لأنه ذم ما
ذمه الله فذكره بالمعاصي و ذمه يجوز بدليل
[1] العمش: ضعف الرؤية مع سيلان الدمع في أكثر
الأوقات. يقال: عمشت عينه فهو أعمش. و الحول- محركة- أن تميل إحدى الحدقتين إلى
الانف و الأخرى إلى الصدغ. و القصير خلاف الطويل( كوتاه قد). و القرع: مرض جلدى
يسقط شعر الرأس.( بىمو شدن سر).
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 117