و الخصومة و الجدال إذا
كان صاحبه مقصودة فيه اللدد في الخصومة على قصد التسلط أو على قصد الإيذاء و
يتناول الذي تحدي به. بأن يمزح[5] في الخصومة
كلمات مؤذية و ليس يحتاج إليها في نصرة الحجج و إظهار الحق و يتناول الذي يحمله
على الخصومة بمحض العناد لقهر الخصم و كسره مع أنه قد يستحقر ذلك القدر و كسره و
في الناس من يصرح و يقول للناس إنما قصدي عنادة و كسر عرضه فمن كان هذا غرضه فهو
مذموم جدا و أما الذي يريد أن ينصر حجته في طريق الشرع من غير لدد و لا إسراف و زيادة
لجاج و من غير قصد عناد و إيذاء ففعله ليس بحرام و لكن الأولى تركه ما وجد إليه
سبيلا فإن ضبط اللسان في الخصومة. على حد الاعتدال متعذر و الخصومة توغر[6] الصدر. و
تهيج الغضب للشيء المنازع فيه و تثمر الحقد بين المتخاصمين حتى يفرح كل واحد
منهما بمساءة صاحبه و يحزن بمسرته و ربما أطلق اللسان في عرضه فمن ابتدأ بالخصومة
فقد تعرض لهذه المحظورات و أقل ما فيه تشويش خاطره حتى أنه ربما