فالمقابل له من اختلّ إحدى قوّتيه: إمّا العاقلة أو العاملة، و الثاني[1]
مغضوب عليه؛ لقوله تعالى في القاتل عمدا: وَ غَضِبَ عَلَيْهِ[2]، و الأوّل[3] ضالّ؛ لقوله تعالى: فَما ذا
بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ[4].
و لفظة «غير»
إمّا بدل كلّ من الموصول، على معنى أنّ المنعم عليهم هم الذين سلموا من الغضب و
الضلال؛ أو صفة له، و هي- في كلّ من الوجوه الأربعة في المغضوب عليهم، على كلّ من
الأربعة السابقة في المنعم عليهم- مبيّنة إن أريد بالثاني و الرابع منها الكمّل،
كما هو الظاهر؛ و إن أريد الأعمّ فكذلك على ما عدا الثالث و الرابع من اللاحقة؛ و
أمّا عليهما فمقيّدة.
و كيف كان،
فتعرّف الموصوف بالموصوليّة، و توغّل الصفة في النكارة يحوج إلى إخراج أحدهما عن
صرافته: إمّا بجعل «غير»- بالإضافة إلى ذي الضدّ الواحد و هو المنعم عليهم-
متعيّنة تعيّن المعارف، فتنكسر بذلك سورة نكارتها، فيصحّ وصف المعارف بها، كما في
قولهم: «عليك بالحركة غير السكون»؛ و إمّا بجعل الموصول مقصودا به جماعة من
الطوائف الأربع لا بأعيانهم، فيجري- حينئذ- مجرى النكرات، كذي اللام الذي يراد به
الجنس في ضمن بعض الأفراد لا بعينه، كما في قوله: