الزائدة عبادة، فلا يلزم الجمع بين الحقيقة و المجاز.
هذا، و الأصل
في الهداية أن تتعدّى ب «اللام» أو «إلى» و تعديتها هنا من قبيل الحذف و الإيصال
كتعدية «اختار» في قوله تعالى: وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ[1].
و الصراط:
الجادّة، من سرط الطعام- بالكسر و الفتح- إذا ابتلعه، فكأنّه يسترط السابلة[2]،
أو هم يسترطونه؛ و لذلك سمّي «لقما»- بفتحتين- كأنّه يلتقمهم، أو كأنّهم يلتقمونه.
و جمعه: سرط،
ككتاب و كتب، و هو كالطريق في جواز التذكير و التأنيث.
و أصله
«السين»، قلبت صادا؛ لتطابق الطاء في الإطباق، كمصيطر في مسيطر.
و قد يشمّ
«الصاد» صوت «الزاي»؛ ليكون أقرب إلى المبدل عنه. و قرأ ابن كثير و رويس عن يعقوب
«بالأصل»[3]؛
و حمزة «بالإشمام»[4]؛
و الباقون «بالصاد» و هي لغة قريش[5].
و المراد
بالصراط المستقيم طريق الحقّ[6]
أو دين الإسلام؛ و روي أنّ المراد به كتاب الله[7]. فالمطلوب الهداية إلى فهم
معانيه، و تدبّر مقاصده، و استنباط الأحكام،
[2].« السابلة: أبناء السبيل المختلفون على الطرقات في
حوائجهم»(« لسان العرب» ج 11، ص 320،« سبل»).
[3]. انظر« حجّة القراءات» ص 80؛« الحجّة للقرّاء
السبعة» ج 1، ص 49؛« مجمع البيان» ج 1، ص 65؛« الكشف عن وجوه القراءات السبع» ج 1،
ص 34.
[4]. انظر« حجّة القراءات» ص 80؛« الحجّة للقرّاء
السبعة» ج 1، ص 49؛« التبيان» ج 1، ص 40؛« مجمع البيان» ج 1، ص 65.
[5]. انظر« حجّة القراءات» ص 80؛« الحجّة للقرّاء
السبعة» ج 1، ص 49؛« الكشّاف» ج 1، ص 68؛« مجمع البيان» ج 1، ص 65.
[6]. في هامش« ق» و« ش»:« المراد بطريق الحقّ كلّ جزئيّ
من جزئيّات الاعتقادات الموافقة للواقع و الأعمال التي تترتّب عليها السعادة
الأخرويّة و إن لم يتوقّف عليها حصول أصل الإسلام».( منه ;).
[7].« التبيان» ج 1، ص 42؛« معالم التنزيل» للبغوي، ج 1،
ص 29.