- جلّ و علا- قول إبراهيم- على نبيّنا و 7- لأبيه:
فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا[1]، و قول مؤمن آل فرعون: يا قَوْمِ
اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ[2].
منها: وقوع
الضلالة في مقابلة الهداية، و يرشد إليه قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ
اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى[4]، و عدم الوصول معتبر
في مفهوم الضلالة، فيعتبر الوصول في مفهوم الهداية ليتحقّق التقابل.
و البحث و إن
كان في الهداية المتعدّية- و المقابل للضلالة هو الهداية اللازمة بمعنى الاهتداء،
كما أنّ المقابل للضلالة هو الهدى اللازم؛ و في «الصحاح»[5]:
«هدى» و
«اهتدى» بمعنى[6]-
إلّا أنّ اعتبار الوصول في مفهوم اللازم يقتضي اعتباره في مفهوم المتعدّي؛ فحيث
إنّ الهداية اللازمة هي التوجّه الموصل المقابلة للضلالة التي هي توجّه غير موصل،
تكون المتعدّية هي التوجيه الموصل.
و أورد عليه:
أنّ المقابلة تستتبّ[7]
بكون الهداية توجّها صادرا عن بصيرة إلى ما من شأنه الإيصال إلى المطلوب، و كون الضلالة
توجّها زائغا[8]
إلى ما ليس من شأنه الإيصال إلى المطلوب قطعا.
و دعوى أنّ
الوصول الفعلي معتبر فيها- كعدمه في مقابلها- غير مسموعة، كيف؟
و مجامعته لها
في الوجود غير ممكنة؛ إذ هو غاية للتوجّه، فتنتهي عنده لا محالة؛