يخلق بشرا غيركم بلى و
اللّه لقد خلق الف الف عالم و الف الف آدم انت في آخر تلك العوالم و اولئك
الادميين.
و روى الصادق
7 انه قال ان الشمس تقطع اثنى عشر برجا و اثنى عشر برا و اثنى عشر بحرا
و اثنى عشر عالما، و قال 7 ان اللّه خلق اثنى عشر الف عالم كل عالم
منهم اكبر من سبع سموات و سبع ارضين ما يرى عالم غيرهم و اني الحجة عليهم، و لا
يخفى ان هذه العوالم لا يكون الا فوق السموات و الاول صريح في كونها فوق العرش و
ان العرش في بطن القناديل، فسبحان من جلت عظمته و منعت حوزته.
قال محيي الدين
بن العربي في الباب الثامن من الفتوحات ان من جملة العوالم عالما على صورنا اذا
ابصره العارف يشاهد نفسه فيه، و قد اشار الى ذلك عبد اللّه بن عباس فيما روى عنه
في حديث الكعبة انها بيت واحد من اربعة عشر بيتا، و ان في كل من الارضين السبع
خلقا مثلنا حتى ان فيهم ابن عباس مثلي، و صدقت هذه الرواية عند اهل الكشف و كلما
فيه حي ناطق و هو باق لا يتبدل، و اذا دخله العارفون فانما يدخلونه بارواحهم لا
بأجسامهم فيتركون هياكلهم في هذه الارض و يتجردون، و فيها مدائن لا تحصى و بضها
تسمى مدائن النور لا يدخلها من العارفين الا كل مصطفى مختار و كل حديث و آية وردت
عنها مما صرفها العقل عن ظاهرها وجدناها على ظاهرها في هذه الارض، انتهى.
و هذا العالم
تسميه حكماء الاشراق الاقليم الثامن و عالم المثال و عالم الاشباح قال التفتازاني
في شرح المقاصد و على هذا بنوا امر المعاد الجسماني فان البدن المثالي الذي تتصرف
فيه النفس حكمه حكم البدن الحسي في ان له جميع الحواس الظاهرة و الباطنة فتلتذ و
تتألم باللذات و الالام الجسمانية.
و قال صاحب شرح
حكمة الاشراق ان الصور الخيالية لا يكون موجودة في الاذهان لامتناع انطباع الكبير
في الصغير، و لا في الاعيان و الا لرءاها كل سليم الحس، و ليست عدما محضا و الا
لما كانت متصورة و لا متميزا بعضها عن بعض، و لا محكوما عليها بأحكام مختلفة، و
اذا هي موجودة فليست في الاعيان و لا في الاذهان و لا في عالم العقول لكونها صورا
جسمانية لا عقلية فبالضرورة تكون موجودة في صقع، و هو عالم يسمى بالعالم المثالي و
الخيالي متوسط بين عالمي العقل و الحس لكونه بالرتبة فوق عالم الحس و دون عالم
العقل لانه اكثر تجردا من الحس و اقل تجردا من العقل، و فيه جميع الاشكال و الصور
و المقادير و الاجسام و ما يتعلق بها من الحركات و السكنات و الاوضاع و الهيئة و
غير ذلك قائمة بذاتها متعلقة لا في مكان و محل، و اليه الاشارة بقوله و الحق في
صور المرايا و الصور الخيالية انها ليست منطبعة، أي في المرأة و الخيال لا في
غيرهما، بل