و عن الصادق 7 انه قال في العرش تمثال جميع ما خلق اللّه في البر و لبحر قال و هذا تأويل
و ان من شيء الا عندنا خزائنه، و ان بين القائمة من قوائم العرش و القائمة الاخرى
خفقان الطير المسرع مسير الف عام، و العرش يكسى كل يوم سبعين الف لون من النور لا
يستطيع ان ينظر اليه خلق من خلق اللّه سبحانه و في الخبر عن الصادق 7
قال ان للعرش صفات كثيرة مختلفة له في كل سبب و وضع في القرآن صفة على حدة فقوله
رب العرش العظيم، يقول اللّه الملك العظيم و قوله الرحمن على العرش استوى يقول على
الملك احتوى و هذا ملك الكيفوفة في الاشياء ثم العرش في الاصل منفرد عن الكرسي
لانهما بابان من اكثر ابواب الغيوب و هما جميعا غيبان و هما في الغيب مقرونان لان
الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع و منه الاشياء كلها و العرش
هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف و الكون و القدر و الحد و الاين و
المشيئة و صفة الارادة و علم الالفاظ و الحركات و الترك و علم العود و البدء و هما
في العلم بابان مقرونان لان ملك العرش سوى ملك الكرسي و علمه اغيب من علم الكرسي
فمن ذلك قال رب العرش العظيم، أي صفته اعظم من صفة الكرسي و هما في ذلك مقرونان
قلت جعلت فداك فلم صار في الفضل جار الكرسي، قال انه صار جاره لان علم الكيفوفية
فيه و فيه الظاهر من ابواب البدع و اينيتها و حدّ رتقها و فتقها فهذان جاران احدها
حمل صاحبه في الظرف الحديث.
نور حجابي
يكشف عن بعض ما فوق العرش
قد عرفت ان
الحما و الرياضيين و المنجمين و كثيرا من علماء الاسلام قد ذهبوا الى ان العرش هو
منتهى المخلوقات و ليس فوقه شيء و قد اكثروا عليه من الدلائل و ليس دلائلهم هذا
الا كدلائلهم على الاحكام السابقة التي كذبهم فيها القرآن و السنة المتواترة نعم
العرش منتهى مسافة العقول و الافهام فلا تصل الى ما هو فوقه و لا حامت حول الكلام
فيه و العرش في جهة الفوق كالثرى في جهة التحت، و قال الصادق 7 ذا
انتهى الكلام الى الثرى فقد انقطع علم العلماء، و الظاهر ان المراد كون الثرى و
العرش نهايتين للعلم الكسبي الذي يمكن محاولته بالفكر و النظر و ان كان بعضه صحيحا
و الاخر باطلا فان العقول تتفاوت في الادراك و الاوهام تزيد و تنقص لاسبابها
المألوفة كما قرر في محله.
و اما العلم
الالهي الذي اتاه النبي و اهل بيته عليهم السّلام فق تجاوزا العرش و تحت الثرى،
فقد روى عن الطاهرين عليهم السّلام ان اللّه تعالى خلق مائة الف قنديل و علقها، و
العرش و السموات و الارض و ما فيها حتى الجنة و النار كلها في قنديل واحد و لا
يعلم ما في القناديل الباقية الا اللّه، و روى الصدوق قدس اللّه روحه عن الرضا
7 انه قال أ ترى ان اللّه لم