responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 96

و من عجب أني أحنّ إليهم‌

و أسأل شوقا عنهم و هم معي‌

و تبكيهم عيني و هم بسوادها

و يشكو النّوى قلبي و هم بين أضلعي‌

و للرفاعي رضي اللّه تعالى عنه:

قالوا أتنسى الذي تهوى فقلت لهم‌

يا قوم من هو روحي كيف أنساه‌

و كيف أنساه و الأشيا به حسنت‌

من العجائب ينسى العبد مولاه‌

ما غاب عني و لكن لست أبصره‌

إلا و قلت جهارا قل هو الله‌

و أما طلبك لغيره أي لمعرفة غيره، فلقلة حيائك منه و عدم أنسك به، أما وجه قلة حيائك منه فلأنه يناديك إلى الحضرة و أنت تفر منه إلى الغفلة، و مثال ذلك كمن كان في حضرة الملك و الملك مقبل عليه، ثم يجعل هو يريد الخروج منها و يلتفت إلى غيره، فهذا يدل على قلة حيائه و عدم اعتنائه بالملك، فهو حقيق بأن يطرد إلى الباب أو إلى سياسة الدواب. و قد قالوا: أنكر من تعرف و لا تتعرف لمن لا تعرف و أما وجه عدم أنسك به فلأنك لو أنست به لاستوحشت من خلقه، فلا يتصور منك طلب معرفتهم و أنت تفر منهم، فإذا آنسك به أوحشك من خلقه و بالعكس، و الاستئناس بالناس من علامة الإفلاس:

إقبالك على الحق إدبارك عن الخلق و إقبالك على الخلق إدبارك عن الحق. و قد عدوا من أصول الطريق الإعراض عن الخلق في الإقبال و الإدبار. و أما طلبك من غيره فلوجود بعدك عنه، إذ لو تحققت بقربه منك و هو كريم ما احتجت إلى سؤال غيره و هو لئيم و سيأتي في المناجاة، (أم كيف يطلب من غيرك و أنت ما قطعت عادة الامتنان). و في بعض الكتب المنزلة يقول اللّه تبارك و تعالى: «إذا أنزلت بعبدي حاجة فرفعها إليّ أعلم ذلك من نيته، لو كادته السموات السبع و الأرضون السبع لجعلت له من أمره فرجا و مخرجا، و إذا أنزلت بعبدي حاجة، فرفعها إلى غيري أطحت الأرض من تحته و أسقطت السماء من فوقه و قطعت الأسباب فيما بيني و بينه»، أو كما قال لطول العهد به، فتحصّل أن‌

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست