نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 97
الأدب هو الاكتفاء بعلم اللّه و التحقق
بمعرفة اللّه و الاستغناء به عما سواه، و اللّه تعالى أعلم. ثم ذكر الأدب السادس:
و هو التسليم و الرضا بما يجري به القدر و القضاء فقال:
22- ما من نفس تبديه إلا و له قدر فيك يمضيه.
قلت: النفس بفتح الفاء: عبارة عن دقيقة من الزمان قدر ما يخرج النفس
و يرجع و هو أوسع من الطرفة، و الطرفة أوسع من اللحظة، و هي رمق البصر ورده، و
القدر هو العلم السابق للأشياء قبل أن تظهر و هو اعلم أوقاتها، و أماكنها و
مقاديرها و عدد أفرادها و ما يعرض لها من الكيفيات، و ما ينزل بها من الآفات، فإذا
علمت أيها الإنسان أن أنفاسك قد عمها القدر و لا يصدر منك و لا من غيرك إلا ما سبق
به علمه و جرى به قلمه، لزمك أن ترضى بكل ما يجري به القضاء، فأنفاسك معدودة و
طرفاتك و لحظاتك محصورة، فإذا انتهى آخر أنفاسك رحلت إلى آخرتك، و إذا كانت
الأنفاس معدودة، فما بالك بالخطوات و الخطرات و غير ذلك من التصرفات. و للّه در
القائل:
مشيناها
خطى كتبت علينا
و
من كتبت عليه خطى مشاها
و
من قسمت منيّته بأرض
فليس
يموت في أرض سواها
و حقيقة الرضا هو تلقي المهالك بوجه ضاحك، و حقيقة التسليم استواء
النقمة و النعيم بحيث لا يختار في أيهما يقيم، و هذا هو مقام أهل الكمال الذين
تحققوا بالزوال، نفعنا اللّه بذكرهم و خرطنا في سلكهم أمين. ثم ذكر الأدب السابع،
و هو دوام المراقبة و مواصلة المشاهدة فقال:
23- لا تترقب فراغ الأغيار فإنّ ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له
فيما هو مقيمك فيه.
الترقب هو الانتظار، و الأغيار جمع غير بكسر الغين، و هو ما يغير
القلب
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 97