responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 94

فقالت له الرسل: نحن نسيرك و نعرفك الطريق فتقدموا أمامهم يسيرون بهم، ثم إن الملك بنى ديارا و منازل ينزلونها كل منزل أعظم من الذي قبله، هكذا إلى حضرته، فإذا نزلوا أول المنازل و رأوا حسنه و بهجته، أرادوا أن يقيموا فيه، فتقول لهم الرسل الذين جاءوا من عند الملك الذي تطلبون أمامكم، فينهضونهم من ذلك المنزل، فإذا نزلوا الثاني وجدوه أعظم من الأول، فيريدون أن يقيموا فيه، فترحلهم الرسل إلى ما بعده، و هكذا يقطعون بهم المنازل منزلا منزلا، حتى يوقفوهم على الملك، فيقولون لهم: ها أنتم و ربكم، فيستريحون من التعب و يتمتعون بالمجالسة و النظر. و المراد بالرسل هنا الأنبياء الذين بعثهم اللّه و خلفاؤهم ممن كان على قدمهم، ممن جمع بين الحقيقة و الشريعة، و هذه المنازل هي المقامات التي يقطعها المريد انتهى بالمعنى مع الاختصار لطول العهد به. و قد أشار الششتري إلى التنبيه على عدم الوقوف مع هذه المقامات و الكرامات فقال:

فلا تلتفت في السير غيرا و كلّ ما

سوى اللّه غير فاتخذ ذكره حصنا

و كلّ مقام لا تقم فيه إنّه‌

حجاب فجدّ السير و استنجد العونا

و مهما ترى كلّ المراتب تجتلى‌

عليك فحل عنها فعن مثلها حلنا

و قل ليس لي في غير ذاتك مطلب‌

فلا صورة تجلي و لا طرفة تجنى‌

و اعلم أن هذه الآداب التي ذكرها الشيخ في هذا الباب قد تكون خاصة بالعارف، و قد يشاركه فيها غيره، فلذلك يعبر بعبارة واسعة لتكون عامة؛ لأن المريد قد يترقى إلى مقام و قد بقيت عليه بقية مما قبله فيكملها فيه، و اللّه تعالى أعلم. ثم ذكر الأدب الخامس: و هو ترك الطلب من حيث هو قال فيما يأتي:

ربما دلهم الأدب على ترك الطلب فقال:

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست