responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 90

خدمة مولاه، و لا ينتظر وقتا آخر إذ الفقير ابن وقته، فلا تجده مشغولا إلا بفكرة أو نظرة أو ذكر أو مذاكرة أو خدمة شيخ يوصله إلى مولاه، و قد قلت لبعض الإخوان: الفقير الصّدّيق ليس له فكرة، و لا هدرة إلا في الحضرة أو ما يوصله للحضرة و اللّه تعالى أعلم.

ثم ذكر الأدب الثالث و هو إقامته حيث أقامه اللّه تعالى فقال:

19- لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها فلو أرادك لاستعملك من غير إخراج.

قلت: من آداب العارف الاكتفاء بعلم اللّه، و الاستغناء به عما سواه، فإذا أقامه اللّه تعالى في حالة من الأحوال، فلا يستحقرها و يطلب الخروج منها إلى حالة أخرى، فلو أراد الحق تعالى أن يخرجه من تلك الحالة و يستعمله فيما سواها لاستعمله من غير أن يطلب منه أن يخرجه، بل يمكث على ما أقامه فيه الحق تعالى حتى يكون هو الذي يتولى إخراجه كما تولى إدخاله، وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ‌ [الإسراء: 80]، فالمدخل الصدق هو أن تدخل فيه باللّه، و المخرج الصدق هو أن تخرج منه باللّه و هذا هو الفهم عن اللّه، و هو من علامة تحقق المعرفة باللّه، فالعارف باللّه إذا كان أعزب لا يتمني التزويج، و إذا كان متزوجا لا يتمنى الفراق، و إذا كان فقيرا لا يتمنى الغنى، و إذا كان غنيّا لا يتمنى الفقر، و إذا كان صحيحا لا يتمنى المرض، و إذا كان مريضا لا يتمنى الصحة، و إذا كان عزيزا لا يتمنى الذل، و إذا كان ذليلا لا يتمنى العز، و إذا كان مقبوضا لا يتمنى البسط، و إذا كان مبسوطا لا يتمنى القبض، و إذا كان قويّا لا يتمنى الضعف، و إذا كان ضعيفا لا يتمنى القوة، و إذا كان مقيما لا يتمنى السفر، و إذا كان مسافرا لا يتمنى الإقامة، و هكذا باقي الأحوال ينظر ما يفعل اللّه به، و لا ينظر ما يفعل بنفسه لتحقق زواله، بل يكون كالميت بين يدي الغاسل، أو كالقلم بين الأصابع كما قال‌

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست