نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 89
و التّأهّب ليوم النّشور[1]»،
و قال صلى اللّه عليه و آله و سلم: «الكيّس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت، و
الأحمق من أتبع نفسه هواها و تمنّى على اللّه الأمانيّ[2]»
انتهى. و الكيس هو العاقل، و دان نفسه: حاسبها، و في صحف إبراهيم 7: و
على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات:
ساعة يناجي فيها ربه عزّ و جل، و ساعة يحاسب فيها نفسه، و ساعة يتفكر
فيها في صنع اللّه عزّ و جل، و ساعة يخلو فيها بحاجته من المطعم و المشرب، و على
العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزوّد لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة من غير
محرم، و على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، و من حسب
كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه انتهى. فإحالتك الأعمال و تأخيرها إلى وقت
آخر تكون فيه فارغ القلب أو القالب من علامة الرعونة و الحمق، و هو غرور، و من أين
لك أن تصل إلى ذلك الوقت و الموت هاجم عليك من حيث لا تشعر؟ و على تقدير و صولك
إليه لا تأمن من شغل آخر يعرض لك، و فراغ الأشغال من حيث هو نادر لقوله 7: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس:
الصحة و الفراغ[3]»، أي كثير
من الناس فقدوهما و غبنوا فيهما، إذ كثير منهم لا تجده إلا مشغولا بدنيا، أو
مفتونا بهوى، أو مريضا مبتلى. و مفهوم الكثير: أن القليل من الناس رزقهم اللّه
الصحة و الفراغ، فإن عمروهما بطاعة مولاهم فقد شكروا و ربحوا ربحا عظيما، و إن
ضيعوهما فقد خسروا خسرانا مبينا و كفروا بهاتين النعمتين، فجدير أن تسلبا عنهم، و
هو أيضا من علامة الخذلان، و سيأتي من كلام الشيخ: الخذلان كل الخذلان أن تقل
عوائقك، ثم لا تقبل عليه، فالواجب على الإنسان أن يقطع علائقه و عوائقه، و يخالف
هواه و يبادر إلى