responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 91

صاحب العينية رضي اللّه تعالى عنه:

أراني كالآلات و هو محرّكي‌

أنا قلم و الاقتدار أصابع‌

قال تعالى: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ [القصص: 68]. و قال تعالى: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‌ [الإنسان: 30]، و أوحى اللّه تعالى إلى داود 7 فقال: يا داود تريد و أريد و لا يكون إلا ما أريد، فإن سلمت لي ما أريد أتيتك بما تريد، و إن لم تسلم لي ما أريد أتعبتك فيما تريد، و لا يكون إلا ما أريد، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لأبي هريرة: «جفّ القلم بما أنت لاق‌[1]»، و في حديث آخر: «جفّت الأقلام و طويت الصحف‌[2]». و قال شيخ شيوخنا سيدي أحمد اليماني رضي اللّه تعالى عنه- حين سأله أصحابه عن حقيقة الولاية- فقال لهم: حقيقة الولاية هو إذا كان صاحبها جالسا في الظل لا تشتهي نفسه الجلوس في الشمس، و إذا كان جالسا في الشمس لا تشتهي نفسه الجلوس في الظل انتهى. و هذا كله مع الاختيار دون الأمر الضروري. و قد تقدم قول شيخ شيوخنا سيدي علي رضي اللّه تعالى عنه: من أوصاف الولي الكامل أن لا يكون محتاجا إلا على الحال الذي يقيمه مولاه فيه في الوقت، يعني ماله مراد إلا ما يبرز من عنصر القدرة لا تشتهي نفسه غيره انتهى. قلت: فإذا تجلى في العارف شي‌ء من هذه الأمور، أعني الانتقال من حال إلى حال فليتأنّ، و ليصبر حتى يفهم أنه من اللّه بإشارة ظاهرة، أو باطنة أو هاتف حسي أو معنوي، و لينصت إلى الهواتف، فإن اللّه تعالى يخاطبه بما يفعل و هذا أمر مجرب صحيح عند العارفين، حتى إنهم لا


[1] - رواه البخاري( 5/ 1953)، و النسائي في الكبرى( 3/ 264)، و البيهقي في الكبرى( 7/ 79).

[2] - رواه ابن وهب في القدر( ص 130)، و الطبراني في الكبير( 12/ 238)، و الضياء في المختارة( 10/ 25).

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست