نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 76
و قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ
[الفتح: 10].
و قال صلى اللّه عليه و آله و سلم: «أفضل كلمة قالها الشاعر كلمة
لبيد[1]»:
ألا
كلّ شيء ما خلا اللّه باطل
و
كلّ نعيم لا محالة زائل
و قال صلى اللّه عليه و آله و سلم: يقول اللّه تعالى: «يا عبدي مرضت
فلم تعدني فيقول يا رب كيف أعودك و أنت رب العالمين؟ فيقول اللّه: أما إنه مرض
عبدي فلان فلم تعده فلو عدته لوجدتني عنده ثم يقول: يا عبدي استطعمتك فلم تطعمني
ثم يقول: استسقيتك فلم تسقني[2]» الحديث.
فدل الحديث على أن هذه الهياكل و الأشخاص خيالات لا حقيقة لها فهي أشبه شيء
بالظلال.
قال الششتري رضي اللّه تعالى عنه:
الخلق
خلقكم و الأمر أمركم
فأيّ
شيء أنا لكنت من ظلل
ما
للحجاب مكان في وجودكم
إلا
بسر حروف انظر إلى الجبل
أنتم
دللتم عليكم منكم و لكم
ديمومة
عبّرت عن غامض الأزل
عرفت
منكم بكم هذا الخبير بكم
أنتم
هم يا حياة القلب يا أملي
قوله الخلق خلقكم إلخ: المراد بالخلق: صور الأشباح، و بالأمر: سر
الأرواح أي الأشباح حكمتكم و الأرواح سر من أسراركم، فأنا لا وجود لي أصلا، فأي
شيء قدّرت نفسي وجدتها لكم و مظهرا من مظاهركم، و إنما أنا ظلل من ظلل وجودكم. ثم
قال: ما للحجاب مكان في وجودكم: أي لا موضع للحجاب الحسي، في وجودكم، إذ لو كان
للحجاب مكان في وجودكم لكان أقرب إلينا منكم، و هو محال لأنك قلت: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ
بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق: 16]، و قوله: إلا بسر حروف إلخ: