responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 77

الاستثناء منقطع أي موضعه للحجاب الحسي بيننا و بينكم، لكن حجاب القهرية و رداء العزة و الكبرياء هو الذي منع الأبصار من رؤية نوركم الأصلي الجبروتي، إذ لو ظهر ذلك النور لاضمحلت المكونات و لاحترقت من نور السّبحات، و لهذا السر أمر اللّه سيدنا موسى 7 حين طلب رؤية بالنظر إلى الجبل لما أراد اللّه تعالى أن يتجلى له بشي‌ء من ذلك النور، فلما لم يثبت الجبل لشي‌ء قليل منه علمنا أنه لا طاقة للعبد الضعيف في هذه الدار على رؤية الواحد القهار إلا بواسطة الأكوان الكثيفة بعد أن نشر عليها الأردية المعنوية، و هذا معنى قوله:

إلا بسر حروف، انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ‌ [الأعراف: 143]، أي إلا بحجاب القهرية المفهوم من سر قوله تعالى: انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ‌، أو إلا حجابا ملتبسا بسر الحكمة المفهوم من قوله تعالى: انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ‌، و كأنه تعالى يقول: يا موسى لن تقدر أن تراني من غير حجاب الحكمة، و لكن‌ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ‌، فإن أطاق ذلك فسوف تراني أنت، فلما تجلى له الحق تعالى من غير واسطة الحس جعله دكاء، و اللّه تعالى أعلم.

و قال أيضا في هذا المعنى:

لقد أنى شي‌ء عجيب‌

لمن رآني‌

و أنا المحبّ و الحبيب‌

ليس ثمّ ثاني‌

يا قاصدا عين الخبر

غطّاه أينك‌

الخمر منك و الخبر

و السّرّ عندك‌

ارجع لذاتك و اعتبر

ما ثمّ غيرك‌

فقوله: يا قاصدا عين الخبر، أي عين خبر التحقيق. و قوله: غطاه أينك، أي مكان وجودك الوهمي، إذ لو غبت عن وجودك لوقعت على عين التحقيق. و قوله: الخمر منك أي شربة خمرة المحبة منك، و هذا كما قال: مني علي دارت كؤوسي. و قوله و الخبر: أي و الخبر عن عين التحقيق منك أيضا،

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست