نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 420
الرابع: رياض المحبين، دار سقفها عرش
الرحمن، و بابها باب الرضوان، مكتوب على بابها بالخط الأزلي:
دار
تقوى و رضا عليهما
أسّست
و نعم دار المتقين
ثمّ
نادى الحقّ من أرجائها
ادخلوها
بسلام آمنين
فإن أردت عقد شرائها قلت: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ
أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة: 111]، هذا
ما اشترى العبد الثواب من الملك الوهاب، بثمن قيمته الخروج من ذل المعاصي إلى عزة
الطاعة، و من تعب الحرص و الطمع إلى راحة الزهد و الورع، شهد بذلك عدول القلب و
اللسان، و صحيح ما نزل من القرآن، و بتاريخ حل عقدة الإصرار من وقت الإنابة، وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ
[التوبة: 111]، قال له: نعم ثم تصدق بما له و خرج معه إلى اللّه انتهى. ثم من صح
إقباله على اللّه لم يضع شيئا من الأوقات في غير طاعة مولاه، كما نبه على ذلك
بقوله:
208- حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها، و حقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها.
قلت: أما الحقوق التي في الأوقات: فهي الطاعة التي عيّن اللّه تعالى
لها وقتا محدودا كالصلوات الخمس، و السنن المؤكدة، و كذلك الزكاة و الصيام، لهما
وقت محدد في العام، فإذا خرج وقتها أمكن قضاؤها و إن كان يسمى مفرطا، لكن بعض الشر
أهون من بعض، و أما حقوق الأوقات بأنفسها فهي مراقبة الحق أو مشاهدته كل واحد على
قدر وسعه، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها [الطلاق: 7]، و هذه الحقوق إذا فات وقتها لا يمكن قضاؤها، إذ الوقت
الثاني له حق مخصوص لا يسع غيره، فما من لحظة إلا و يجب عليك فيها أن تكون عاملا
للّه، مشتغلا فيها بما يوصلك إلى قربه و رضاه، و هذا معنى قوله: [إذ ما من وقت يرد إلا و للّه عليك فيه حقّ جديد و أمر أكيد، فكيف
تقضي فيه حقّ غيره و أنت لم تقض حقّ اللّه فيه؟].
قلت: ما من وقت أو لحظة ترد عليك أيها العبد إلا و للّه عليك
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 420