responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 300

الأرواح، و بيع الأشباح، لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة: 111]، أي جنة المعارف لأهل الجهاد الأكبر، و جنة الزخارف لأهل الجهاد الأصغر، و لقوله 7: «موتوا قبل أن تموتوا[1]»، ذكره النقشبندي في شرح الهائية حديثا. و قال في لطائف المنن: لا يدخل على اللّه إلا من بابين: أحدهما: الموت الأكبر و هو الموت الحسي. و الثاني: الموت الذي تعنيه هذه الطائفة، يعني موت النفوس. و قال الششتري رضي اللّه تعالى عنه:

إن ترد وصلنا فموتك شرط

لن ينال الوصال من فيه فضله‌

و قال أيضا:

ليس يدرك وصالي‌

كلّ من فيه بقيا

و قال الشيخ أبو الحسن رضي اللّه تعالى عنه: لا يصل الولي إلى اللّه تعالى و معه شهوة من شهواته، أو تدبير من تدبيراته و اختيار من اختياراته انتهى.

و هذه التصفية ليست هي من فعل العبد و كسبه، و إنما هي بسابق عناية ربه، فلو كان العبد لا يصل إلى اللّه تعالى إلا بعد فناء مساوئه و محو دعاويه من حيث هو هو لم يصل أبدا، لكن الحق تعالى من كرمه وجوده إذا أراد أن يطوي عنه مسافة البعد أظهر له من أنوار قدسه و نعوت وصفه ما يغيب به العبد عن شهود نفسه، فحينئذ تفنى المساوي و تمتحق الدعاوي، فيحصل الوصول و يبلغ المأمول، بما من اللّه إلى العبد من سابق العناية و الوداد، لا بما من العبد إلى اللّه من الكد و الاجتهاد. و إن شئت قلت: فناء المساوي: هو التطهير من أوصاف البشرية، و هي الأخلاق المذمومة من حيث هي، و محو الدعاوى: هو التبري من الحول و القوة، بحيث لا يرى لنفسه فعلا و لا تركا و لا نقصا و لا كمالا، و إنما هي غرض لسهام الأقدار تجري عليها أحكام الواحد القهار، فتحقيق هذين الأمرين على الكمال، مع وجود النفس كاد أن يكون من المحال، لكن الحق‌


[1] - ذكره العجلوني في كشف الخفاء( 2/ 384)، و علي القاري في المصنوع( 1/ 198).

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست