responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 299

أدب العبيد تذلّل‌

و العبد لا يدع الأدب‌

فإذا تكامل ذلّه‌

نال المودّة و اقترب‌

و قال آخر

و ما رمت الدخول عليه حتّى‌

حللت محلّة العبد الذليل‌

و أغضيت الجفون على قذاها

و صنت النفس عن قال و قيل‌

إذا أردت ورود المواهب عليك و هي العلوم اللدنية و الأسرار الربانية فلا شي‌ء أسرع لك بها مثل الذلة و الافتقار بين يدي الحليم الغفار، يكون ذلك قلبا و قالبا، فينبغي لك حينئذ أن تستعد لكتب المواهب، و نيل المراتب، قال تعالى:

إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ‌ [التوبة: 60]، و قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ‌ [النمل: 62]، و قال أيضا: وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ [آل عمران: 123]، و قال صلى اللّه عليه و آله و سلم: «إنّ النصر مع الصبر، و إنّ الفرج مع الكرب، و إن مع العسر يسرا[1]». و قال سهل بن عبد اللّه رضي اللّه تعالى عنه: ما أظهر عبد فاقة إلى اللّه في شي‌ء إلا قال اللّه تعالى للملائكة «لو لا أنّه لا يحتمل كلامي لأجبته: لبيك لبيك» انتهى. فإذا طلبت الدخول مع الأحباب فقف ذليلا حقيرا بالباب، حتى يرفع بينك و بينهم الحجاب، من دون حيلة منك و لا أسباب، و إنما هو فضل من الكريم الوهاب كما أشار إلى ذلك بقوله:

130- لو كنت لا تصل إليه إلا بعد فناء مساويك، و محو دعاويك لم تصل إليه أبدا، و لكن إذا أراد أن يوصلك إليه ستر وصفك بوصفه و غطّى نعتك بنعته، فوصلك إليه بما منه إليك لا بما منك إليه.

قلت: الوصول إلى اللّه هو العلم به و بإحاطته بحيث يفني من لم يكن، و يبقي من لم يزل، و هذا لا يكون إلا بعد موت النفوس، و حط الرؤوس، و بذل‌


[1] - تقدم تخريجه.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست