responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 283

صلاة في وسط نهاره إخمادا عنك لما أظهره في ذلك الوقت من وقود ناره، و جعل عليك صلاة قرب انصراف النهار ليكون شاهدا لك بوجود طاعتك عند الملك الغفار، و لتشهد عليك ملائكة الرحمن بالصلاة عند الملك الديان، و أوجب عليك صلاة في أول زمان الليل استفتاحا لذلك الزمان بوجود طاعتك كما استفتحت أول نهارك و استحفاظا لما يتوقع من عجائب الليل، ثم لما أردت أن تنام عن سيدك و تغفل عن ربك و تتمتع بفراشك أمرك أن تودعه بحضورك معه، و أن يكون آخر عهدك به وجود طاعتك، فهذا كله جذب منه لك لحضرته، و استخراج منك لشكر منته. «عجب ربّك من قوم يساقون إلى الجنّة بالسلاسل»، و حين قلل أعدادها لما علم احتياجك إلى منته كثر إمدادها، و إليه أشار بقوله: [و علم احتياجك إلى فضله فكثر إمدادها]. المراد بالإمداد:

الجزاء الذي رتب عليها، فجعل كل صلاة بعشر، فهي خمس و هي خمسون، خمس في الحس، و خمسون في المعنى، أي الثواب، و إذا فعلت في الجماعة كانت كل واحدة بخمس و عشرين و كل درجة بعشر، فكان عدد صلاة الجماعة مائتين و خمسين في كل صلاة: وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ‌ [البقرة: 105]، و تتفاوت الدرجة أيضا بكثرة الجماعة و كمالها، و بقدر الحضور و الخشوع و الغيبة و رفع الستور: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ‌ [السجدة: 17]، و تتفاوت أيضا بقدر البقاع كبيت اللّه الحرام و المسجد النبوي و بيت المقدس، و بقدر رتبة الإمام.

«من صلّى خلف مغفور غفر اللّه له»، و اللّه تعالى أعلم.

لكن لا ينبغي لك أيها الفقير أن تلتفت إلى هذا الحظ، فإن فضل اللّه كثير لمن رفع همته إلي العلي الكبير كما أبان ذلك بقوله:

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست