responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 284

121- متى طلبت عوضا عن عمل طولبت بوجود الصدق فيه، و يكفي المريب وجدان السلامة.

قلت: متى صدر منك عمل من أعمال البر و طالبت الحق سبحانه أن يجازيك عليه طلبك الحق تعالى بوجود الصدق فيه، و هو سر الإخلاص و لبه الذي هو التبري من الحول و القوة، و انعزال النفس عن رؤية العمل لها بالكلية بعد تحقيق الحضور، و السلامة من الوساوس و الخواطر و الهواجس حتى تكون صلاتك باللّه و للّه غائبا فيها عما سواه، قد ملأ قلبك عظمة اللّه فغبت في اللّه باللّه، فإن تحققت فيك هذه الأمور صح لك أن تطلب ما رتب الحق سبحانه على العمل من أنواع الجزاء و الأجور، و إن لم تتحقق من نفسك هذه الأمور فاعلم أن عملك مدخول فاستحي من اللّه أن تطلب الجزاء على عمل مدخول، فيكفيك من الجزاء و حصول المطلب السلامة من الهلاك و العطب، يكفيك من طلب حسن نواله السلامة من عقابه و نكاله، يكفي المريب و هو المتهم وجدان السلامة من العقوبة فيما اتهم فيه، فمن كان عند الملك متهما و هو محبوس للعقوبة على ما اتهم فيه ثم قيل له: إن الملك يمنحك و يعطيك كذا و كذا فيقول لهم يكفيني في العطاء وجدان السلامة من عقوبته. و أنت أيها الإنسان طولبت بالأعمال و الإخلاص فيها و إتقانها و إتمام إقامتها فأتيت بطاعة مشوبة بالخواطر و الوساوس، و على تقدير سلامتها من ذلك فطلبك الجزاء يقتضي رؤية نفسك، و وجود الفعل منك و هو شرك تستحق عليه العقوبة، فيكفيك من عطائه وجود السلامة من عقابه. قال الواسطي رضي اللّه تعالى عنه: العبادة إلى طلب العفو عنها أقرب منها إلى طلب الأعواض انتهى. و قال خير النساج رضي اللّه تعالى عنه: ميراث أعمالك ما يليق بأفعالك، فاطلب ميراث فضله، فإنه أتم و أحسن، و قال اللّه تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‌ [يونس: 58].

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست