responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 282

بفكرتها في سعة أنوارها أشرقت عليها أنوار سنا الجبروت، و هو معنى قوله:

[و تشرق فيها شوارق الأنوار]، و هي النتيجة السادسة. قلت: أراد بالأسرار أسرار الذات و هو لأهل الفناء، و بالأنوار أنوار الصفات و هو لأهل البقاء، و اللّه تعالى أعلم. و أراد الشيخ بهذه الصلاة التي تنقله من حال إلى حال، و من مقام إلى مقام صلاة أهل الاعتناء، و هم أهل السلوك على يد الشيوخ، لا صلاة أهل الغفلة، و صلاة أهل المجاهدة من العباد و الزهاد، فليس لهم هذا السير، و اللّه تعالى أعلم. قال أبو طالب: حدثنا أن المؤمن إذا توضأ للصلاة تباعدت عنه الشياطين في أقطار الأرضين خوفا منه، لأنه تأهب للدخول على الملك، فإذا كبر حجب عنه إبليس و ضرب بينه و بينه بسرادق لا ينظر إليه و واجهه الجبار بوجهه، فإذا قال: اللّه أكبر. اطلع الملك في قلبه فإذا ليس في قلبه أكبر من اللّه، فيقول الملك: صدقت اللّه أكبر في قلبك كما تقول، فيتشعشع في قلبه نور يلحق ملكوت العرش، فينكشف له بذلك ملكوت السموات و الأرض و يكتب له حشو ذلك النور حسنات. قال: و إن الغافل الجاهل إذا قام إلى الوضوء احتوشته الشياطين كما يحتوش الذباب على نقطة العسل، فإذا كبر اطلع الملك في قلبه فإذا كل شي‌ء في قلبه أكبر من اللّه عنده، فيقول الملك:

كذبت ليس اللّه في قلبك كما تقول، فيثور من قلبه دخان يلحق بعنان السماء فيكون حجابا لقلبه عن الملكوت، قال: فيرد ذلك الحجاب صلاته، و تلتقم الشياطين قلبه، و لا تزال تنفخ فيه و تنفث و توسوس و تزين له حتى ينصرف من صلاته و لا يعقل ما فعل. ثم ذكر حكمة حصرها في عدد معلوم و هو خمسة فقال:

[علم وجود الضعف منك فقلّل أعدادها]. و هي خمس بعد أن كانت خمسين. فمن لطفه سبحانه بك أيها الإنسان قلل أعدادها مع سعة الزمان، فجعل عليك صلاة في أول نهاره شكرا لما أظهره لك من باهر أنواره، و ليكون نهوضك إليه في أول قيامك جبرا لما حصل من غفلتك في طول منامك، و جعل عليك‌

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست