نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 208
و سكنت تحت قهره و أنست بأمره أخرجك إلى
البسط لئلا يحترق قلبك، و يذوب جسمك، فإذا حبسك البسط و فرحت به، و أنست بجماله
قبضك لئلا يتركك مع البسط، فتسيء الأدب و تجر إلى العطب، إذ لا يقف مع الأدب في
البسط إلا القليل. هكذا يسيرك بين شهود جلاله و جماله، فإذا شهدت أثر وصف الجلال
انقبضت، و إذا شهدت أثر وصف الجمال انبسطت.
ثم يفتح لك الباب و يرفع بينك و بينه الحجاب، فتتنزه في كمال الذات و
شهود الصفات، فتغيب عن أثر الجلال و الجمال بشهود الكبير المتعال، فلا جلاله يحجبك
عن جماله و لا جماله يحجبك عن جلاله، و لا ذاته تحبسك عن صفاته و لا صفاته تحبسك
عن ذاته، تشهد جماله في جلاله و جلاله في جماله، و تشهد ذاته في صفاته و صفاته في
ذاته. أخرجك عن شهود أثر الجلال و الجمال لتكون عبدا للّه في كل حال. أخرجك عن كل
شيء لتكون حرّا من كل شيء و عبدا له في كل شيء، و أنشدوا:
حرام
على من وحّد الله ربّه
و
أفرده أن يحتذي أحدا رفدا
فيا
صاحبي قف بي على الحقّ وقفة
أموت
بها وجدا و أحيا بها وجدا
و
قل لملوك الأرض تجهد جهدها
فذا
الملك: ملك لا يباح و لا يهدى
قال فارس رضي اللّه تعالى عنه: القبض أولا، ثم البسط ثانيا، ثم لا
قبض، و لا بسط، لأن القبض و البسط لمعان في الوجود، و أما مع الفناء و البقاء فلا
انتهى. و اعلم أن القبض و البسط لهما آداب، فإذا أساء فيهما الأدب طرد إلى الباب،
أو إلى سياسة الدواب. فمن آداب القبض الطمأنينة و الوقار و السكون تحت مجاري
الأقدار، و الرجوع إلى الواحد القهار، فإن القبض شبيه بالليل، و البسط شبيه
بالنهار، و من شأن الليل الرقاد و الهدوء و السكون و الحنو، فاصبر أيها المريد، و
اسكن تحت ظلمة ليل القبض حتى تشرق عليك شموس نهار البسط، إذ لا بد لليل من تعاقب
النهار و لا بد للنهار من تعاقب الليل: يُولِجُ
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 208