responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 207

إلا ما أراد سيده و لا يتمنى إلا ما يقضيه عليه مولاه، و قيل لبعضهم: ما تشتهي؟

قال: ما يقضي اللّه، فبهذا يتحقق للعارف فناؤه، و بتحقيق فنائه يتحقق بقاؤه، و أنشدوا:

لو قيل ما تمنّى و العبد يعطى مناه‌

لقلت منية قلبي و مهجتى في بقاه‌

أي بقائه مع مولاه، و اللّه تعالى أعلم. فإذا طلب العبد من مولاه ما هو طالبه منه من استقامة ظاهره بالنهوض إلى كمال الطاعات و الحزن على ما سلف من الغفلات، و استقامة باطنه بمعرفة معبوده و الفناء في شهوده، فيكون ظاهره قائما بوظائف العبودية، و باطنه متحققا بحقوق الربوبية، ثم إذا أحس بإجابة المطلب و حصول المنى و المرغب فرح قلبه و انبسطت روحه، حيث شمت نسيم الإقبال و روح الوصال، فربما يقبضها البسط عن شهود مولاها، فيخرجها منه إلى القبض ثم يرحلها عنهما إليه، كما أشار الشيخ إلى ذلك بقوله:

80- بسطك كي لا يبقيك مع القبض، و قبضك كي لا يتركك مع البسط، و أخرجك عنهما كي لا تكون لشي‌ء دونه.

قلت: البسط فرح يعتري القلوب أو الأرواح، إما بسبب قرب شهود الحبيب أو شهود جماله، أو بكشف الحجاب عن أوصاف كماله و تجلى ذاته، أو بغير سبب، و القبض حزن و ضيق يعتري القلب، إما بسبب فوات مرغوب، أو عدم حصول مطلوب، أو بغير سبب، و هما يتعاقبان على السالك تعاقب الليل و النهار. فالعوام إذا غلب عليهم الخوف انقبضوا، و إذا غلب عليهم الرجاء انبسطوا، و الخواص إذا تجلى لهم بوصف الجمال انبسطوا، و إذا تجلى لهم بوصف الجلال انقبضوا، و خواص الخواص استوى عندهم الجلال و الجمال، فلا تغيرهم واردات الأحوال، لأنهم باللّه و للّه لا لشي‌ء سواه. فالأولون ملكتهم الأحوال، و خواص الخواص مالكون الأحوال، فمن لطفه بك أيها السالك أخرجك من الأغيار، و دفعك إلى حضرة الأسرار، فإذا أخذك القبض و تمكن منك الخوف،

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست