responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 209

اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ‌ [الحديد: 6]. هذه آداب القبض الذي لا تعرف له سببا، و أما إن عرفت له سببا فارجع فيه إلى مسبب الأسباب، و لذ بجانب الكريم الوهاب، فهل عودك إلا حسنا و هل أسدى إليك إلا مننا، فالذي و اجهتك منه الأقدار هو الذي عودك حسن الاختيار، فالذي أنزل الداء هو الذي بيده الشفاء، يا مهموما بنفسه لو ألقيتها إلى اللّه لاسترحت، فما تجده القلوب من الأحزان فلأجل ما منعته من الشهود و العيان. و الحاصل: أن سبب القبض إنما هو النظر للسوى و الغفلة عن المولى، و أما أهل الصفا فلا يشهدون إلا الصفا و لذلك كان صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: «من أصابه همّ أو غمّ فليقل اللّه اللّه لا أشرك به شيئا فإنّ اللّه يذهب همّه و غمّه‌[1]»، أو كما قال 7، و الحديث صحيح. فانظر كيف دل صلى اللّه عليه و آله و سلم المقبوض إلى الدواء، و هو شهود التوحيد و الغيبة عن الشرك فدلنا صلى اللّه عليه و آله و سلم على القول و المراد منه المعنى، فكأنه قال: اعرفوا اللّه و وحدوه ينقلب قبضكم بسطا و نقمتكم نعمة، و كذلك في حديث آخر قال: «ما قال أحد اللهمّ إنّي عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، و نور بصري، و جلاء حزني، و ذهاب همّي إلا أذهب اللّه همه و غمه، و أبدل مكان همه فرحا و سرورا[2]»، فدلهم أولا في الحديث الأول على شهود الربوبية، و في الحديث الثاني على القيام بوظائف العبودية، و هو الصبر و الرضا، إذ من شأن العبد أن يصبر على أحكام سيده و يسلم و يرضى لما يجريه عليه من‌


[1] - رواه الطبراني في الكبير( 24/ 154)، و البيهقي في الشعب( 7/ 257).

[2] - رواه أحمد( 1/ 391)، و الطبراني في الكبير( 10/ 169)، و ابن أبي شيبة في المصنف( 6/ 40).

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست