نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 204
الحكم و الجزم فهو تدبير و هو أتم قبحا،
قاله الشيخ زروق رضي اللّه تعالى عنه.
قلت: فمن رجا أن يدرك النعيم الحسي كالقصور و الحور فعليه بالجد و
الطاعة و المسارعة إلى نوافل الخيرات و إلا كان رجاؤه حمقا و غرورا. و قد قال
معروف الكرخي رضي اللّه تعالى عنه: طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، و ارتجاء
الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور، و ارتجاء رحمة من لا يطاع جهل و حمق. و قيل: من
زعم أن الرجاء مع الإصرار صحيح، فكذلك فليزعم أن الربح مع الفقر، و و قد النار من
البحر صحيح، و من كان رجاؤه تحقيق العلوم، و فتح مخازن الفهوم، فعليه بالمدارسة و
المطالعة و مجالسة أهل العلم المحققين العاملين، مع تحليته بالتقوى و الورع، قال
تعالى: وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ [البقرة: 282]، فإن فعل هذا كان طالبا صادقا و إلى ما رجا و اصلا، و
إلا كان باطلا و بقي جاهلا. و قد قال بعض المحققين: من أعطي كليته في العلم أخذ
كليته، و من لم يعط كليته لم يأخذ بعضه و لا كليته، و في الحديث عنه صلى اللّه عليه
و آله و سلم: «إنّما العلم بالتّعلّم، و إنّما الحلم بالتّحلّم، من يطلب الخير
يؤته، و من يتّق الشّرّ يوقه[1]» انتهى. و
الذي تفيده التقوى إنما هو فهم يوافق الأصول، و يشرح الصدور، و يوسع المعقول، و من
كان رجاؤه الوصول إلى إدراك المقامات و تحقيق المنازلات و مواجيد المحبين و أذواق
العارفين فعليه بصحبة الفحول من الرجال أهل السر و الحال، بحط رأسه و ذبح نفسه، و
الأخذ فيما كلفوه به من الأعمال مع الذل و الافتقار و الخضوع و الانكسار، فإن زعم
أنه لم يجدهم فليصدق في الطلب، فسر اللّه كله في صدق الطلب، و ليستغرق أوقاته في
ذكر اللّه، و ليلتزم الصمت و العزلة، و ليحسن ظنه باللّه، و ليستغرق أوقاته في ذكر
اللّه، و ليلتزم الصمت و العزلة، و ليحسن ظنه باللّه، و بعباد اللّه، فإن اللّه
يقيض له من يأخذ بيده، إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي
قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ [الأنفال: 70]، قال في القواعد: قاعدة: طلب الشيء من وجهه
[1] - رواه الطبراني في الأوسط( 3/ 118)، و الديلمي في
الفردوس( 1/ 342).
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 204