نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 203
و الفرق و هو مجموع في فرقه. و لذلك قال
الشيخ أبو يزيد رضي اللّه تعالى عنه:
أبعدهم من اللّه أكثرهم إشارة إليه. و قال ابن العريف رضي اللّه
تعالى عنه في «محاسنه»: الإشارة نداء على رأس البعد و بوح بعين العلة انتهى. أي
تصريح بعين علته و هي بعده. و قال الرّوذباري رضي اللّه تعالى عنه: الإشارة
الإبانة عما يتضمنه الوجد من المشار إليه، و في الحقيقة الإشارة تصحبها العلل، و
العلل بعيدة من الحقائق. و قال الشبلي رضي اللّه تعالى عنه: كل إشارة أشار بها و
البينونة بدليل قوله: حتى يشيروا إلى الحق بالحق، و إنما نفى الطريق إلى ذلك
لاستغناء الحق عن الإشارة و المشير، و اللّه تعالى أعلم. و يحتمل أن يريد بالإشارة
إشارة القلب، أو الفكرة إلى الوجود، فإن القلب إذا أشار إلى الكون بأسره فني و
تلاشى و وجد الحق أقرب إليه من إشارته لكونه كان فانيا قبل إشارته، و هذا حال
السائرين. و أما الواصل فلا يحتاج إلى إشارة، لكونه قد تحقق فناؤه و انطوى وجوده
في وجود محبوبه، فلم يحتج إلى إشارة لتمكن حاله و تحقق مقامه، و اللّه تعالى أعلم.
و سئل أبو سعيد بن الأعرابي رضي اللّه تعالى عنه عن الفناء فقال:
هو أن تبدو العظمة و الإجلال على العبد، فتنسيه الدنيا و الآخرة و
الأحوال و الدرجات و المقامات و الأذكار، تفنيه عن كل شيء و عن عقله و عن نفسه و
فنائه عن الأشياء، و عن فنائه عن الفناء، لأنه يغرق في التعظيم انتهى. و لما كان
المطلوب من العبد القيام بوظائف العبودية و معرفة عظمة الربوبية تشوقت القلوب إلى
نيلها، و طمعوا في إدراكها، و رجوا بلوغ آمالهم فيها، فبين الشيخ علامة الرجاء
الصادق من الكاذب، فقال:
78- الرجاء ما قارنه عمل، و إلا فهو أمنيّة.
قال بعض العلماء: الرجاء: تعلق القلب بمطموع يحصل في المستقبل، مع
الأخذ في العمل المحصل له، و أقرب منه طمع يصحبه عمل في سبب المطموع فيه، لأجل
تحصيله انتهى. و الأمنية اشتهاء و تمن لا يصحبه عمل، فإن كان مع
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 203