نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 202
بالأنوار، و الأسماء بالأسماء، و النعوت
بالنعوت، و الأفعال بالأفعال انتهى. و أطلق المزج على التبديل مناسبة للشراب. و
قال إمام الطريقة أبو القاسم الجنيد رضي اللّه تعالى عنه في وصف العارف: عبد ذاهب
عن نفسه، متصل بذكر ربه، قائم بأداء حقه، ناظر إليه بقلبه، أحرقت قلبه أنوار
هدايته، و صفا شرابه من كأس وده، تجلى له الجبار عن أستار غيبه، فإن تكلم فباللّه،
و إن سكت فمن اللّه، و إن تحرك فبإذن اللّه، و إن سكن فمع اللّه، فهو باللّه و
للّه و مع اللّه و من اللّه و إلى اللّه انتهى. فهذه صفات العارف الحقيقي الراسخ
المتمكن قد كلّ لسانه عن التعبير، و استغنى عن الإشارة و المشير، فإذا صدرت منه
إشارة أو تعبير، فإنما ذلك لفيضان وجد أو هداية فقير، و قد صدرت إشارات من
المتمكنين، فتحمل على هذا القصد، كقول الشيخ أبي العباس رضي اللّه تعالى عنه:
أعندك
عن ليلى حديث محرّر
بإيراده
يحيي الرّميم و ينشر؟
فعهدي
بها العهد القديم و إنّني
على
كلّ حال في هواها مقصّر
و
قد كان منها الطّيف قدما يزورني
و
لما يرز ما باله يتعذّر؟
و
هل بخلت حتّى بطيف خيالها
أم
اعتلّ حتّى لا يصحّ التّصوّر؟
و
من وجه ليلى طلعة الشّمس تستضي
و
في الشمس أبصار الورى تتحيّر
و
ما احتجبت إلا برفع حجابها
و
من عجب أنّ الظّهور تستّر
هكذا وجدت بخط الشيخ و كان كثيرا ما يتمثل بها. قاله المصنف في
«لطائف المنن» فقول الشيخ ما العارف إلخ. أي ليس العارف الكامل و هو الراسخ
المتمكن، و أما السائر فيحتاج إلى الإشارة و يجد الحق أقرب إليه من الإشارة، أو
معها و هي إعانة له و قوته، كالعبارة للمتوجهين، و سيأتي: العبارة قوت لعائلة
المستمعين، و ليس لك إلا ما أنت له آكل. و قوله: من إذا أشار: أي أشير له، و قوله:
بل العارف من لا إشارة له أي لا يحتاج إليها في نفسه، و قد يشير لأجل غيره كما
تقدم، و إنما استغنى عن الإشارة، لأن الإشارة و العبارة قوت الجائع، و هو قد شبع و
استغنى، أو تقول: لأن الإشارة تقتضي البينونة
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 202