نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 195
على يده، و ويل لمن خلقته للشرّ و أجريت
الشرّ على يده[1]»، و في
حديث آخر:
«من أراد أن يعلم ما له عند اللّه فلينظر ما للّه عنده[2]»، و في رواية: «من أراد أن يعلم
منزلته عند اللّه، فلينظر كيف منزلة اللّه تعالى من قلبه، فإن اللّه تعالى ينزل
العبد حيث أنزله العبد من نفسه[3]».
قال اللّه تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى
وَ اتَّقى* وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى [الليل 5: 7]، و اللّه تعالى أعلم. ثم ذكر ميزانا آخر تعرف به
المقربين و الأغنياء الشاكرين، فقال:
74- متى رزقك الطاعة و الغنى به عنها، فاعلم أنّه قد أسبغ عليك نعمه
ظاهرة و باطنة.
قلت: الطاعة: في الظاهر هي رسوم الشريعة، و الغنى: به في الباطن هو
شواهد الحقيقة، فإذا جمع لك بين الطاعة في جوارحك، و الغنى به عنها في باطنها، فقد
أسبغ عليك: أي أكمل و أطال عليك نعمه ظاهرة و باطنة، و هذه سمات العارفين المقربين
الأغنياء باللّه الفقراء مما سواه، استغنوا بمعبودهم عن رؤية عبادتهم، و بمعلومهم
عن علمهم، و بمصلحهم عن صلاحهم.
قال الشيخ أبو الحسن رضي اللّه تعالى عنه في حزبه الكبير: «نسألك
الفقر مما سواك، و الغنى بك حتى لا نشهد إلا إياك»، فهؤلاء الأغنياء باللّه،
الغائبون فيه عما سواه، عبادتهم باللّه و للّه و من اللّه قياما بشكر النعمة، و
إتماما لوظائف الحكمة، و في الحديث عنه صلى اللّه عليه و آله و سلم: «أحبّ العباد
إلى اللّه
[1] - رواه البيهقي في الاعتقاد( 1/ 145)، و الخطيب
البغدادي في موضح أوهام الجمع و التفريق( 2/ 153).
[2] - رواه الترمذي في النوادر( 2/ 278)، و ابن عدي في
الكامل( 4/ 262)، و ابن المبارك في الزهد( 1/ 291).