نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 194
أو تشك في ربك، أو تشرك به غيره في اعتقادك،
أو لم تذعن لمن عرفك به، فأنت من أهل الشقاء، ثم إن وجدت نفسك من أهل السعادة، و
أردت أن تعرف هل أنت من أهل القرب، أو من أهل البعد، فانظر: فإن كنت ممن يستدل
بأثره عليه، فأنت من أهل البعد من أصحاب اليمين، و إن كنت ممن يستدل به على غيره،
فأنت من أهل القرب من المقربين، ثم إن عرفت أنك من أهل اليمين، و أردت أن تعرف
قدرك عنده، هل أنت من المكرمين، أو من المهانين فانظر: فإن كنت تمتثل أمره و تجتنب
نهيه، و تسارع في مرضاته، و تتحبب إلى أوليائه و أحبائه، فأنت من المكرمين
المعظمين، و إن كنت تتهاون في أمره، و تتساهل في نواهيه، و تتكاسل عن طاعته، و
تهتك حرماته، و تعادي أولياءه، فأنت و اللّه عنده من المهانين المحرومين
المطرودين، إلا أن تتداركك عناية من رب العالمين. و إن تحققت أنك من أهل القرب، و
أنك بلغت مقام الشهود تستدل به على غيره، فلا ترى سواه، فإن كنت تقر بالواسطة و
تثبت الحكمة و تعطي كل ذي حق حقه، فأنت من المقربين الكاملين، و إن كنت تنكر
الحكمة و تغيب عن الواسطة، فإن كنت مجذوبا مغلوبا فأنت في هذا المحل ناقص، و إن
كنت صاحيا فأنت ساقط، إلا أن يأخذ بيدك شيخ و اصل أو عارف كامل، و هنا ميزان آخر
تعرف به نفسك في القرب و البعد، فإن وجدت شيخا مربيا كشف اللّه لك عن أنواره و
أطلعك على خصائص أسراره، فأنت قطعا من أهل القرب بالفعل، أو بالإمكان، لقول الشيخ
رضي اللّه تعالى عنه: سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه، إلا من حيث الدليل
عليه، و لم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه، و إن لم تجد شيخا مربيا و غرك
قول من قال: إنه انقطع وجوده، فأنت قطعا من أهل اليمين، من عوام المسلمين، هذا
الغالب، و النادر لا حكم له، و اللّه تعالى أعلم.
و في الحديث عنه صلى اللّه عليه و آله و سلم: «يقول اللّه تبارك و
تعالى: أنا اللّه لا إله إلا أنا خلقت الخير و الشرّ، فطوبى لمن خلقته للخير و
أجريت الخير
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 194