نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 196
الأغنياء الأخفياء الأتقياء[1]»، أو كما قال صلى اللّه عليه و آله
و سلم: و في حديث آخر «ليس الغنى بكثرة العرض، إنّما الغنى غنى النّفس[2]» انتهى.
و هو الغنى باللّه و هذه هي النعمة الحقيقية، فالنعم الظاهرة هي
تزيين الجوارح بالشريعة، و النعم الباطنة هي إشراق الأسرار بالحقيقة، و قيل: النعم
الظاهرة هي الكفاية و العافية، و النعم الباطنة هي الهداية و المعرفة، و قيل:
النعم الظاهرة راحة البدن من مخالفة أمره، و الباطنة سلامته من منازعة حكمه و
حقيقة النعمة من حيث هي ما لا يوجب ألما، و لا يعقب ندما، و قيل: النعمة العظمى
الخروج من رؤية النفس، و قيل: النعمة ما وصلك بالحقائق و طهرك من العلائق و قطعك عن
الخلائق، و باللّه تعالى التوفيق.
هذا آخر الباب الثامن، و حاصلها تحقيق الآداب مع الواردات الإلهية،
لأنها مواهب اختصاصية، فمن أراد مدد أنوارها فعليه بكتمان أسرارها، و ليؤخر جزاء
ثوابها لدار يدوم بقاؤها، فحينئذ يتحقق إخلاصه و يظهر اختصاصه، فيذوق حلاوة الطاعة
و الإيمان، و يعظم قدره عند الملك الديان، فيغيبه به عما سواه، و يسبغ عليه مننه،
و مهما أغناك به استغنيت به عن طلبه، و إن كان و لا بد من الطلب منه فاطلب منه ما
هو طالبه منك، كما أشار إليه في أول الباب التاسع.
[1] - رواه القضاعي في مسند الشهاب( 2/ 252)، و البيهقي
في الزهد الكبير( 2/ 112).
[2] - رواه أحمد في الأحاديث المختارة( 6/ 100)، و ابن
أبي عاصم في الزهد( 1/ 18).
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 196