نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 167
رأيت اللّه فيه، فإذا رأيت اللّه ذهبت، و
قال أيضا: أجمع العلماء على أن الحلال المطلق ما أخذ من يد اللّه بسقوط الوسائط، و
هذا مقام التوكل.
و لهذا قال بعضهم: الحلال هو الذي لا ينسى اللّه فيه انتهى على نقل
ابن عباد رضي اللّه تعالى عنه، و إذا أراد اللّه تعالى أن يعز عبده و يرفعه إلى
هذا المقام قطع عنه زمام الوهم و الجزع، و حرره من رق الطمع، فقاده إليه بملاطفة
الإحسان أو بسلاسل الامتحان، كما أشار إلى ذلك بقوله:
63- من لم يقبل على اللّه بملاطفات الإحسان قيّد إليه بسلاسل
الامتحان.
قلت: قد قسّم اللّه تعالى عباده ثلاثة أقسام: أهل الشمال، و أهل
اليمين، و السابقون، أما أهل الشمال فلا كلام عليهم إذ لا إقبال لهم على اللّه
أصلا، و أما أهل اليمين فلهم إقبال بوجه ما، لكن لا خصوصية لهم، لأنهم قنعوا بظاهر
الشريعة و لم يلتفتوا إلى سلوك طريقة، و لا حقيقة، وقفوا مع الدليل و البرهان، و
لم ينهضوا إلى مقام الشهود و العيان، و لا كلام معهم أيضا، و أما السابقون فقد
أقبلوا على اللّه متوجهين إليه، طالبين الوصول إلى معرفته، و هم في ذلك على قسمين:
قسم: أقبل على اللّه بملاطفة إحسانه، و قياما بشكر إنعامه و امتنانه، و هم أهل
مقام الشكر. و قسم: أقبل على اللّه بسلاسل الامتحان، و ضروب البلايا و المحن و هم
أهل مقام الصبر. فأهل المقام الأول أقبلوا على اللّه طوعا، و أهل المقام الثاني
أقبلوا على اللّه كرها قال تعالى: وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ
مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً
[الرعد: 15].
قال أبو مدين رضي اللّه تعالى عنه: سنة اللّه استدعاء العباد لطاعته
بسعة الأرزاق و دوام المعافاة ليرجعوا إليه بنعمته، فإن لم يفعلوا ابتلاهم بالسراء
و الضراء لعلهم يرجعون، لأن مراده عز و جل رجوع العباد إليه طوعا و كرها انتهى.
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 167