responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 80

وقته دلّ ذلك على أمر ردى خارج عن صحة ذلك الجسم و لذلك قال بقراط: النوم و الأرق اذا جاوز كل واحد منهما المقدار القصد فلتلك علامة رديئة. و ايضا فان الطبيب اذا رأى النوم مثلا قد خرج عن اعتداله استدل بذلك على مرض ما قد حدث بالدماغ اذ كان النوم انما هو حال خاص بالدماغ يحدث مع برده و رطوبته المعتدلين فان أفرطا عليه أحدثا به السرسام‌[1] البارد و لذلك قال جالينوس. و بعد النوم يكون من برد الحاس الاول، أعني الدماغ، و ذلك البرد اذا كان قويا ثم خالطته رطوبة حدث منه المرض الذي يسمى ليثرغس‌[2] و هو السرسام البارد و متى كان معه يبس حدث منه المرض الذي يسمى فاطاليبس‌[3] و هو الجمود. و كذلك الأرق يكون من سخونة الحاس الأول الا ان تكون تلك السخونة اما ان تكون مزاجا رديئا مجردا و اما ان تكون بغلبة من المرة الصفراء. و قال بقراط اذا كان النوم في مرض من الامراض يحدث وجعا فذلك من علامات الموت و اذا كان النوم لينفع فليس ذلك من علامات الموت.

و قال بقراط ايضا متى سكّن النوم اختلاط الذهن فتلك علامة صالحة فاجعل استدلالك من النوم و اليقظة بحسب ما ذكرناه لك من حالاتهما و ما ذكره القدماء في ذلك و اعلم ان النوم و ان كان يتبعه احتباس ما يستفرغ و يتبع اليقظة استفراغ ما هو محتبس فانهما يفعلان ذلك بحسب اختلاف حالات اخلاط البدن. و ذلك ان النوم ان صادف في البدن خلطا لم ينضج و غذاء لم يستمرا انضج وجوّد الاستمراء و سخن و رطب، و ان وجد البدن نقيا محتاجا الى غذاء قوي الحرارة نقيا ما صادفت من الرطوبات فلذلك يعقب قلة المادة برودة البدن، فأما ان صادف مادة معتدلة قوى بها الحرارة الغزيزية فكان بنفعه عظيما كان انه ان صادف مادة كثيرة عسرة النضج قاهرة للقوة كان النوم ضرره عظيما كالذي يعرض في ابتداء نوائب الحميات النايبة[4] و لذلك يأمر الأطباء في مبتدأ التوبة بترك النوم. فاستعمل‌


[1] السرسام- مرض عقلي و سببه ورم حاد( التهاب) في الدماغ( الحاوي ج 1/ ص 340- 374).

[2] ليثرغس- تعبير يوناني بمعنى السبات المرضي، و يكون خطيرا اذا خالطته حمى( الحاوى ج 1/ ص 317- 340) و قد يكون اول من كتب عن هذا و غيره من الامراض العقلية هو الاسكندر الافروديسي في القرن الأول للميلاد( ابن ابي اصيبعة ص 106).

[3] قاطاليسي- تعبير يونانى بمعنى الجمود و التشنج.

[4] وردت في الاصل( النابتة) و الصحيح ما اثبتناه.

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست