responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 81

النوم و اليقظة بحسب هذه القوانين و قد قال بعض القدماء ان النوم فيه مماثلة ما للموت لان الأدراك بالحواس و التمييز[1] يبطلان معهما و لا يكون معهما علم لمحسوس فلذلك ينبغي لطالبي العلوم و الفضائل ان لا يتوفروا على النوم بل يتوفروا في مدة حياتهم على إصابة الحقائق من العلوم و الفضائل و الا كانت يقظتهم نوما و حياتهم موتا.

القول في الأعراض النفسانية

و من الواجب على الطبيب ايضا ان يعلم ما الاعراض النفسانية و كم أصنافها و عماذا يحدث في كل صنف منها فانه ان لم يعلم ذلك لم يقدر على حفظ الطبيعي منها و لا على نفي ما ليس بطبيعي و قبل جميع ذلك يجب ان تعلم ان للانسان قوة يميز بها و يفكر و قوة اخرى يغضب بها و يحرد. و قوة ثالثة يشتهي بها و يشتاق الى اللذات و ان هذه الثلاثة قوى بها يتم للانسان حركاته و أفعاله و القدماء يسمونها قوى نفسانية لأنهم وجدوا الأخلاق و العوارض النفسانية أنواعا لهذه الثلاثة الأجناس من قوى النفس. و ايضا ينبغي ان تعلم ما الذي يريده‌[2] القدماء بقولهم عارض و لان جالينوس قد شرح ذلك و بيّنه فيجب ان أحكي قوله بلفظه، قال جالينوس انه متى ما دامت نفس الانسان باقية على حالها فتلك الحالة لها كالسكون و الهدوء فان تغيرت حالها توهمنا ذلك التغير كالحركة لها. و لأن الحركة منها ما يكون من نفس المتحرك و منها من قبل غيره سمينا الحركة التي تكون من نفس المتحرك فعلا و سمينا الحركة التي تلحقه من قبل غيره عارضا و المثال في ذلك انه أن أخذ أحد شيئا فنقله من موضعه الى موضع آخر كانت حركة اليد فعلا لذلك الانسان وليده و كانت حركة الشي‌ء عارضا للشي‌ء و هذا حكم الفعل و العارض في حركة المكان و اما في التغير فانه متى سخن بدن انسان من نار او من حرّ الشمس كانت السخونة عارضة للبدن و الاسخان فعل الشي‌ء الذي أسخن. و لما قدر الخالق تعالى لمصلحة بدن الانسان من هذه القوى و من افعالها مقدارا ما وجب ان يكون ذلك المقدار هو الطبيعي لذلك الانسان و ما نقص عنه او زاد عليه فهو غير طبيعي و لذلك يكون الطبيعي صحة لتلك القوة و لذلك الجسم و الغير طبيعي مرضا لهما. و لان النفسين البهيمتين اللتين في الانسان كثيرا ما تضر بالنفس الناطقة و خاصة


[1] وردت في الاصل( بتميز) و الصحيح ما اثبتناه.

[2] وردت في الاصل( يريدونه) و الصحيح ما اثبتناه.

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست