دسوه من العقائد الزائغة و المسائل الخارقة
لإجماع المسلمين من جملة ما اعتقدته و تدينت به و ما سلم من الوقوع في عرضي إلا
قليل من الناس، ثم لم تخمد تلك الفتنة حتى أرسلت النسختين الصحيحتين من العهود من
كشف الغمة إلى العلماء بالجامع الأزهر.
و كنت بحمد اللّه تعالى قد أطلعت عليهما مشايخ الإسلام و وضعوا
خطوطهم عليهما و أجازوهما و مدحوا تأليفهما ففتشوهما فلم يجدوا فيهما شيئا مما دسه
الحسدة و أشاعوه فعند ذلك سبوا من فعل ذلك و برءوا ساحتي من تلك العقائد الزائغة
بحمد اللّه، و ما تخلف بعد ذلك عن تبرئتي إلا من وقف مع حظ نفسه و لم يستبريء
لدينه و كان من جملة من برأني و حماه اللّه من الوقوع في عرضي سيدنا و مولانا شيخ
الإسلام الشهاب ابن النجار الحنبلي، و سيدنا و مولانا الشيخ ناصر الدين اللقاني و
سيدنا و مولانا الشيخ شهاب الدين الرملي و سيدنا و مولانا الشيخ شهاب الدين الحلبي
الحنفي و سيدنا و مولانا الشيخ ناصر الدين الطبلاوي، و الأخ الصالح الشيخ شمس
الدين محمد الخطيب الشربيني و الأخ الصالح الشيخ نور الدين الطندتائي و الأخ الصالح
الشيخ نجم الدين الغيطي و الأخ الصالح الشيخ سراج الدين الحانوتي الحنفي و الأخ
الصالح الشيخ شمس الدين العلقمي و الأخ الصالح الشيخ عبد القادر الرشدي و الأخص
الصالح الشيخ شمس الدين البرهمتوشي الحنفي و الأخ الصالح الشيخ زين الدين الجيزي و
الأخ الصالح الشيخ أمين الدين بن عبد العال و جماعة كثيرة ذكرناهم في طبقات
الأخيار رضي اللّه عنهم فكل هؤلاء لم يبلغني أن أحدا منهم صدق في شيئا مما دسه
الحسدة، و أعرف بعض جماعة من المتهورين في الوقوع في أعراض الناس يعتقدون في سوء
العقيدة بحكم تلك الإشاعة إلى وقتنا هذا و ما منهم أحد اجتمع بي قط و لا فاوضني في
علم و لا رآني و أنا أؤلف، و لا قامت عنده بذلك بينة عادلة فاللّه تعالى يغفر لهم
و يسامحهم.
و قد بلغني عن شخص ممن ينسب إلى العلم صار يقول ما هذه الأمور التي
تواترت عن هذا الرجل و سماها متواترة مع أن الدس و الإشاعة لم يكونا من سوى شخصين
من أهل مصر خاصة و هما معروفان بين أصحابنا لا ينبغي ذكرهما خوفا من سب الناس
لهما، و قد ماتا و درجا إلى رحمة اللّه تعالى، فطالع يا أخي كتبي و انتفع بما فيها
من النصح و لا تصغ إلى قول حاسد فإني حررتها بحمد اللّه على الكتاب و السنة قبل أن
أضعها في الورق، و أنا رجل سني محمدي و ما ألفت شيئا من الكتب حتى تبحرت في علوم
الشريعة و حررت موادها على مشايخ الإسلام كالشيخ زكريا الأنصاري و الشيخ برهان
الدين بن أبي شريف و الشيخ عبد الحق السنباطي و الشيخ نور الدين المحلي و أضرابهم
رضي اللّه عنهم.