responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 8

المدفون بالمحلة الكبرى رحمه اللّه تعالى، فكانوا يسمونه فقيه الصوفية فإنه ضبط في مؤلفاته أخلاق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أخلاق السلف الصالح و لا أعلم أحدا جاء بعده حذا حذوه في ضبط أخلاق القوم غيري بحمد اللّه تعالى كما ستراه إن شاء اللّه في هذا الكتاب.

و لو أن أحدا فعل ذلك في هذا العصر غيري لكنت دللت الإخوان على مطالعة مؤلفه و كنت لم أتعب نفسي في تأليف هذا الكتاب لأنه يصير حينئذ لا فائدة فيه، و لعل قائلا يقول: إن مطالعة كتابك هذا تكشف عورات الفقراء من أهل العصر فهلا أسبلت ذيل الستر على إخوانك فإنه لا يدع أحدا يعتد في أحد من مشايخ هذا العصر فنقول لهذا القائل أن جمهور العلماء و الصوفية من السلف قد سبقونا إلى التأليف في مثل ذلك و بينوا أخلاق الصالحين من الطالحين و الصادقين من الكاذبين و المتفعلين من المخلصين و لم يلتفتوا إلى كون ذلك يلزم منه كشف سوأة من كان بخلاف الصفة من أخلاق السلف الصالح، قال اللّه تعالى: [وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ][1]، فهو و إن لزم من بيان صفات الصالحين هتك أستار الكاذبين فلا حرج عليهم في ذلك لقصدهم بالأصالة الخير للمسلمين و معلوم أن الإثم إنما هو تابع للقصد نظير ما قاله العلماء في الجنب يقرأ القرآن، لا بقصد القرآن أنه لا يأثم، قالوا: لأنه لا يكون قرآنا إلا بالقصد و يؤيد ذلك ما ذهب إليه جمهور علماء الأصول من أن لازم المذهب ليس بمذهب فعلم أنه يجب حمل أشياخ الشريعة و الحقيقة الذين حطوا على أهل زمانهم أنهم قصدوا رفع همة إخوانهم إلى أرفع مما هم عليه من الأخلاق الحسنة لا غير محبة في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و في إحياء شريعته لا تشفيا للنفس من الأقران و طلبا للرياسة عليهم و انتشارا للصيت عليهم بالصلاح حاشاهم رضي اللّه عنهم من قصد مثل ذلك، و أسأل اللّه تعالى من فضله أن ينفع بهذا الكتاب مؤلفه و كاتبه و سامعه و الناظر فيه إنه سبحانه و تعالى سميع مجيب و سميته: [تنبيه المغترين أواخر القرن العاشر على ما خالفوا فيه السلف الطاهر].

جعله اللّه تعالى خالصا لوجهه الكريم، و أعيذه بكلمات اللّه التامات من شر كل عدو و حاسد يدس فيه ما ليس من كلامي مما يخالف ظاهر الكتاب و السنة، كل ذلك لأجل أن ينفر الناس من مطالعته و يحرمهم مما فيه من الفوائد كما وقع لي ذلك في كتابي المسمى (بالبحر المورود في المواثيق و العهود)، و في مقدمة كتابي المسمى (بكشف الغمة عن جميع الأمة) و حصل بسبب ذلك فتنة عظيمة في الجامع الأزهر و غيره، و ظن غالب المتهورين أن ما


[1] -سورة الكهف: الآية 29.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست