responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 188

و كان أبو مسعود البدري رضي اللّه عنه لا يجيب إلى وليمة إلا إن علم أن لا يكون هناك شي‌ء نهى اللّه عنه، و قد كان أبو أيوب الأنصاري رضي اللّه عنه إذا ذهب إلى وليمة و رأى في البيت سترا يرجع و يقول لا يستر البيوت إلا الأكاسرة و الجبابرة، و نحن لا نأكل لهؤلاء طعاما، و قد دعي حذيفة رضي اللّه عنه إلى وليمة فرأى هناك شيئا من زي العجم فرجع مسرعا و قال من تشبه بقوم فهو منهم و من رضى بفعل قوم فهو شريكهم.

و كان محمد بن سلام السكندري رحمه اللّه تعالى يقول: قد ذهبت السنة في الولائم أن الجفان كانت تملأ طعاما و يغدى بها إلى المسجد فيأكل منها كل من كان حاضرا من غني و فقير و شريف و وضيع، و كان صاحب الوليمة إذا خص الأغنياء بالدعوة لا يأكل الناس له طعاما و يقولون إنه شر الطعام.

و كان الفضيل بن عياض رحمه اللّه تعالى يقول: إن الرجل ليكون له موقع من قلبي، فإذا رأيته وسع في الطعام سقط من عيني لقلة ورعه، و قد قال لقمان 7 لابنه: يا بني إياك و حضور الولائم فإنها تذكرك بالدنيا و شهواتها ا ه، و كان أيوب السختياني رحمه اللّه تعالى يقول: لا يكمل الرجل حتى يكون فيه خصلتان التعفف عما في أيدي الناس و تحمل الأذى منهم، و كان مالك بن دينار رحمه اللّه تعالى إذا دعي إلى وليمة و رأى هناك أحدا من ولاة الجور رجع مسرعا و قال: إنا لا نجالس الجبابرة، و كان ميمون بن مهران رحمه اللّه تعالى يقول: مؤاكلة المحب تهضم الطعام و مؤاكلة العدو تتخمه.

و كان شقيق بن إبراهيم رحمه اللّه تعالى يقول: لم يبق في هذا الزمان وليمة على وفق السنة و لقد ندمت على إجابتي الولائم، و كان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول لأصحابه:

عليكم بعدم حضور الولائم ما أمكن إلا إن كانت سالمة من البدعة فإنه ما أكل رجل قط من قصعة رجل إلا ذل له، و قد كان أمير المؤمنين عمر و عثمان رضي اللّه تعالى عنهما لا يجيبان إلى حضور الولائم و يقولان: نخاف أن يكون الطعام مباهاة و تفاخرا.

و كان عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه يقول: نهينا أن نجيب إلى طعام من أظهر لنا أمارات الرياء و السمعة في طعامه أو كان في بيته ستور كستور الكعبة، و كان حاتم الأصم رحمه اللّه تعالى يقول: إن مذمة الناس للشخص في هذا الزمان مدحة له، لأنهم لا يذمونه إلا بما لا تهواه نفوسهم، و كان موسى بن طلحة رضي اللّه عنهما يقول: أرسل إلى عبد الملك بن مروان بثلاث بدر فضة و أرسل يقول فرقها على الفقراء فأجبته إلى ذلك ثم أرسلت منها شيئا إلى أبي رزين العقيلي و كان مجهودا رحمه اللّه تعالى فكأني ألقيت عليه العقارب فردها و بات طاويا.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست