responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 166

فعليك أيها الشيخ بزجر أصحابك عن الغيبة و النميمة و لا تسامحهم بالسكوت على ذلك فإنك تصير شريكهم في هذا الأمر و تفسقوا كلكم، و في الحديث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

[نظرت ليلة أسري بي في النار فإذا قوم يأكلون الجيف فقلت من هؤلاء يا جبريل؟] قال:

هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، و كان جابر رضي اللّه عنه يقول: هاجت ريح منتنة على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلنا يا رسول اللّه ما أشد نتن هذه الريح، فقال صلى اللّه عليه و سلم: [إن ناسا من المنافقين اغتابوا ناسا من المسلمين فلذلك هاجت هذه الريح الخبيثة] ا ه، و كان أبو قلابة يقول: إن الغيبة تخرب القلب من الهدى و الخير.

و كان أبو عوف رحمه اللّه تعالى يقول: دخلت يوما على محمد بن سيرين رحمه اللّه تعالى فنلت من عرض الحجاج بن يوسف عنده، فقال لي محمد يا أبا عوف إن اللّه تعالى حكم عدل فكما ينتقم من الحجاج كذلك ينتقم للحجاج و ربما لقيت اللّه تعالى فكان أصغر ذنب عملته أشد عليك و أعظم من أعظم ذنب عمله الحجاج.

و كان الحسن البصري رحمه اللّه تعالى إذا بلغه أن أحدا اغتابه يرسل إليه بهدية و يقول له على لسان الرسول بلغني يا أخي أنك أهديت إلى حسناتك و هي بيقين أعظم من هديتي هذه، و كان سيدي عبد العزيز الديريني رحمه اللّه تعالى إذا بلغه أن أحدا اغتابه يذهب إليه في داره يقول له يا أخي مالك و لذنوب عبد العزيز تتحملها، و كان عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى يقول: إياك أن تقابل من ظلمك بسب أو شتم أو غير ذلك، و ذلك أنه يظلمك مرة فتصير تلعنه و تشتمه كلما تذكرت فعله حتى تستوفي بذلك حقك و يصير علك بعد ذلك التبعة.

و كان الفضيل بن عياض رحمه اللّه تعالى يقول: فاكهة القراء في هذا الزمان الغيبة و تنقيص بعضهم بعضا خوفا أن يعلو شأن أقرانهم و يشتهروا بالعلم و الزهد و الورع دونهم، و بعضهم يجعل الغيبة كالأدم في الطعام و هو أخفهم إثما، و كان إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه تعالى من أشد الناس زجرا للمغتابين، و قد دعاه رجل مرة إلى طعامه فلما ذهب إليه وجده يذكر رجلا بسوء، فقال له إبراهيم عهدنا بالناس يأكلون الخبز قبل اللحم، و أنتم تأكلون اللحم قبل الخبز ثم خرج و لم يأكل له طعاما.

و كان وهيب بن الورد رحمه اللّه تعالى يقول: و اللّه ترك الغيبة عندي أحب إليّ من التصدق بجبل من ذهب. و كان وكيع بن الجراح رحمه اللّه تعالى يقول: من عزة السلامة

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست