responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 154

و كان جعفر بن سليمان رحمه اللّه تعالى يقول في قوله عز و جل‌ [وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً][1] إن الظاهرة الإسلام و ما حسن من خلقك و رزقك، و الباطنة ما ستر اللّه تعالى عن الناس من عيوبك و ذنوبك ذكره ابن عباس رضي اللّه عنهما.

و كان عون بن عبد اللّه رحمه اللّه تعالى يقول: إن اللّه تعالى أنعم على العباد على حسب كرمه و طلب منهم الشكر على قدر حالهم، و كان الحسن البصري رحمه اللّه تعالى يقول في قوله تعالى: [إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ][2] قال يعني يعد المصائب و ينسى النعم، و كان عون بن عبد اللّه رحمه اللّه تعالى يقول في قوله تعالى: [يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها][3] يعني يرون النعم أنها من اللّه عز و جل ثم يضيفونها إلى الخلق غافلين عن اللّه تعالى و يقولون لو لا فلان ما وصلت إلينا اه.

و كان بشر الحافي رضي اللّه عنه يقول: من شكر اللّه بلسانه دون بقية أعضائه فقل شكره لأن شكر البصر إن رأى خيرا و عاه أو شرا ستره، و شكر السمع إن سمع خيرا حفظه أو شرا نسيه، و شكر اليدين أن لا يأخذ بهما و لا يعطي إلا حقا و شكر البطن أن يكون ملآنا من العلم و الحلم و شكر الفرج أن لا يفعل به إلا ما أبيح له و شكر الرجلين أن لا يمشي بهما إلا في الصلاح، فمن فعل ذلك فهو من الشاكرين حقا ا ه، ففتش نفسك يا أخي و انظر هل شكرت ربك كما شكر هؤلاء أم قصرت فاستغفر اللّه، و الحمد للّه رب العالمين.

التقوى‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): شدة تدقيقهم في التقوى و عدم دعوى أحد منهم أنه متق فإن الحق تبارك و تعالى ربما أحصى على العبد مثاقيل الذر و هذا خلق غريب في هذا الزمان، بل غالب الناس يدعي التقوى من غير مناقشة لنفسه و يقنع بذكره اللّه تعالى صباحا و مساء مثلا و لا يناقش نفسه في قول و لا فعل و لا مطعم و لا مشرب و لا ملبس بل هو كالتمساح الهائم على الحرام، فصورة عمامته و عذبته صورة شيخ و أقواله و أفعاله على صورة الفسقة و المنافقين، و كان عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى يقول: لا يبلغ أحد مقام التقوى حتى لا يكون له فعل و لا قول يفتضح به في الدنيا و الآخرة، و قد قال له رجل‌


[1] -سورة لقمان: الآية 20.

[2] -سورة العاديات: الآية 6.

[3] -سورة النحل: الآية 83.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست