«أن عمل السر يفضل على عمل العلانية سبعين ضعفا»[1].
و يروى: «إن العبد ليعمل العمل في السر، فيدعه الشيطان عشرين سنة، ثم
يدعوه إلى أن يظهره، و يذكره، فينقل من ديوان السر إلى ديوان العلانية، فينقص من
ثواب العمل و فضله، ثم لا يزال يذكره بذكره أعماله، حتى يذكرها للناس، و يتحلى
اطلاعهم عليها، و يسكن إلى ثنائهم فيصير رثاء».
من رثا اطعيت رئاء، عدّ محاسنه و الصحيح رئاء بالهمز.
فهذه الأمور: ضدّ الإخلاص، و ما ذكرنا: فهو من جملة الإخلاص الذي لا
بد للمخلوقين من معرفته و العمل به و لا يسعهم جهله، و تبقى الزيادة في الإخلاص مع
العبد إذا أحكم هذه الأصول.
قلت: ثم ماذا؟.
قال: مما يمكن أن يذكر: أن يكون العبد لا يرجو إلا اللّه، و لا يخاف
إلا اللّه، و لا يتزين إلا للّه، و لا يأخذه في اللّه لومة لائم، و لا يبالي، إذا
وافق الأمر الذي فيه محبة اللّه و رضاه، من سخطه.
و ما بقي من ذكر غاية الإخلاص أكثر، و في هذا بلاغ للمريدين السالكين
للطريق!.
[1] - أخرجه الزبيدي في( إتحاف السادة المتقين 8/ 303)،
و السيوطي في( الدر المنثور 1/ 353)، و العراقي في( المغني عن حمل الأسفار 3/
309).