responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصدق، أو، الطريق السالمة نویسنده : أبو سعيد الخراز البغدادي، أحمد بن عيسى    جلد : 1  صفحه : 10

باب الصدق في الصبر

و الصبر: اسم لمعان ظاهرة و باطنة، فأما الظاهرة فهي ثلاث:

فأولها: الصبر على أداء فرائض اللّه تعالى، على كل حال: في الشدة و الرخاء، و العافية و البلاء، طوعا و كرها.

ثم الصبر الثاني: هو الصبر عن كل ما نهى اللّه تعالى عنه، و منع النفس من كل ما مالت إليه بهواها مما ليس للّه تعالى، فيه رضا، طوعا و كرها.

و هذان صبران في موطنين: هما فرض على العباد أن يعملوا بهما.

ثم الصبر الثالث: هو الصبر على النوافل، و أعمال البر، مما يقرب العبد إلى اللّه تعالى: فيحمل نفسه على بلوغ الغاية منه للذي رجاه من ثواب اللّه، عزّ و جلّ.

و هكذا يروى، أنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم فيما رواه عن ربه، عزّ و جلّ قال: «ما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضته عليه، و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه»[1].

و الصبر الرابع: هو الصبر على قبول الحق ممن جاءك به من الناس، و دعاك إليه بالنصيحة، فيقبل منه، لأن الحق رسول من اللّه، جلّ ذكره إلى العباد، و لا يجوز لهم رده. فمن ترك قبول الحق و رده فإنما يرد على اللّه تعالى أمره!.

و هذا ظاهر الصبر الواجب على الخلق الذي لا يسعهم جهله، و لا بد لهم منه.

و بقي شرح حقائق الصبر و غايته، الذي يكون مع الصابرين بعد إحكام هذا الصبر الذي ذكرناه.

قلت: فالصبر: في نفسه، ما هو و ما موجوده في القلب؟

قال: الصبر: هو احتمال مكروه النفس.

و موجوده: إذا وقع بالنفس ما تكرهه تجرّعت ذلك، و أنفت الجزع، و تركت البث و الشكوى، و كتمت ما نزل بها.


[1] - أخرجه الزبيدي في( إتحاف السادة المتقين 8/ 477)، و ابن الجوزي في( العلل المتناهية 1/ 32).

نام کتاب : الصدق، أو، الطريق السالمة نویسنده : أبو سعيد الخراز البغدادي، أحمد بن عيسى    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست