فأما شكر القلب: «فهو أن تعلم أن النعم من
اللّه وحده لا من غيره».
و أما شكر اللسان: «فالحمد و الثناء عليه، و نشر آلائه، و ذكر
إحسانه».
و أما شكر البدن: «فلا تستعمل جارحة[1]-
أصحها اللّه تعالى و أحسن خلقها- في معصية، بل تطيع اللّه تعالى، بها»
و كذلك كل ما خوّلك و ملكك من الدنيا جعلته عونا لك على طاعته، و لم
تحوله في باطل، و لم تنفقه في سرف، ثم تبذل للّه عزّ و جلّ ذكره و عزّ جدّه،
الخدمة، و تعطيه الجهد من نفسك.
و هكذا يروى عن النبي، صلّى اللّه عليه و سلم: «أنه قام حتى تورمت
قدماه؟ فقيل له: يا رسول اللّه ما هذا التعب؟ أليس قد غفر اللّه لك؟؟».
و قال اللّه، عزّ و جلّ: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ
شُكْراً [سبأ: 13].
و قال تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم: 7].
فإذا بلغ العبد من الشكر للّه، عزّ و جلّ، غاية، انقطع فنظر، فإذا
شكره نعمة
[1] - الجارحة: العضو العامل من أعضاء الجسد كاليد و
الرّجل.
[2] - أخرجه البخاري في( الصحيح 2/ 63، 6/ 169، 8/
124)، و مسلم في الصحيح( صفات المنافقين 79، 80، 81)، و الترمذي في( السنن 412)، و
النسائي في( السنن 3/ 219)، و ابن ماجه في( السنن 1419، 1420)، و أحمد بن حنبل في(
المسند 4/ 251، 255، 6/ 115)، و البيهقي في( السنن الكبرى 2/ 497، 3/ 16، 7/ 39)،
و الطبراني في( المعجم الصغير 1/ 71، 118)، و ابن خزيمة في( الصحيح 1182، 1183،
1184)، و الهيثمي في( مجمع الزوائد 2/ 271)، و ابن حجر في( المطالب العالية 529)،
و المنذري في( الترغيب و الترهيب 1/ 26، 2/ 373)، و أبو نعيم في( حلية الأولياء 7/
250، 8/ 289)،( بغوي 4/ 174، 7/ 387)، و الساعاتي في( بدائع المنن 316، 317)، و
ابن حجر في( فتح الباري 8/ 584، 9/ 105، 11/ 303)، و البغوي في( شرح السنة 4/ 45)،
و التبريزي في( مشكاة المصابيح 1220)، و الذهبي في( ميزان الاعتدال 4731)، و ابن
حبان في( المجروحين 1/ 161، 2/ 31)، و الزبيدي في( إتحاف السادة المتقين 5/ 185،
186، 7/ 78)، و العراقي في( المغني عن حمل الأسفار 4/ 78، 85)، و الخطيب البغدادي
في( تاريخ بغداد 4/ 331، 7/ 197، 265، 14/ 101، 306)، و القاضي عياض في( الشفا 1/
465، 2/ 251، 391، 9/ 47، 59)، و أحمد بن حنبل في( الزهد 17/ 92)، و ابن المبارك
في( الزهد 36) و صاحب( مناهل الصفا 26)، و الترمذي في( الشمائل 140)، و السيوطي
في( الدر المنثور 2/ 111، 6/ 70)، و المتقي الهندي في( كنز العمال 18580، 18581)،
و ابن عبد البر في( التمهيد 6/ 224)، و ابن أبي شيبة في( المصنف 13/ 232).