responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصدق، أو، الطريق السالمة نویسنده : أبو سعيد الخراز البغدادي، أحمد بن عيسى    جلد : 1  صفحه : 28

باب الصدق في الزهد[1]، و كيف هو؟ و ما هو؟

و لقد فضح اللّه تعالى، الدنيا، و سماها بأسماء لم يسمها أحد.

فقال، تبارك و تعالى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ ...

[الحديد: 20] الآية.

أفلا يستحي من يعقل عن اللّه، تعالى، أن يراه ساكنا إلى اللّهو، و اللعب، في دار الغرور.

قلت: الدنيا في نفسها، ما هي؟.

قال: اتفق البصراء من الحكماء على أن الدنيا: هي النفس و ما هويت.

و الحجة في ذلك: أن اللّه، عزّ و جلّ، قال: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَ الْبَنِينَ وَ الْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَ الْأَنْعامِ وَ الْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا [آل عمران: 14].

فهذه الأمور التي ذكرها اللّه، عزّ و جلّ، هي: من هوى النفس و لذتها، و بها تلهو عن الآخرة و ذكرها.

فإذا ترك العبد ما تهواه النفس ترك الدنيا.

ألا ترى: أن العبد قد يكون فقيرا لا شي‌ء له، و هو يتمنى الدنيا، و يهوى مجناها، و ينوي أن لو أمكنه منها ما يريد، لتمتع بذلك و نال لذته؟.

فهو عند اللّه، تعالى، من الراغبين على قدر همته، إلا أنه أقل حسابا ممن نالها و استمتع بها.

فأول درجات الزهد: هو الزهد في اتباع هوى النفس، فإذا هانت على المرء نفسه: لم يبال على أي حال أمسى و أصبح، إذا وافق محبة اللّه، تعالى، عند ذلك، على مخالفة نفسه، و منعها من محبوبها: من الشهوات و اللذات و الراحات، و مقارنة


[1] - انظر حديث القشيري عن الزهد برسالته ص 115- 119.

نام کتاب : الصدق، أو، الطريق السالمة نویسنده : أبو سعيد الخراز البغدادي، أحمد بن عيسى    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست