و لا يستحي عبد من عبيد اللّه من أهل زماننا هذا، عندما ملك من
الشبهات التي علم اللّه، تعالى، كيف هي، و من أين هي، و كيف قدرها في قلبه، و
إيثاره لها، و سكونه إليها دون اللّه، عزّ و جلّ، و ما لا يحصى من عيبه، في تقلبه
في ذلك و اشتغاله بذلك؟.
حتى أن أحدهم ليزعم: أنه يملك كما ملك من مضى، و يحتج بهم في اتباع
هواه مع إقامته على خلاف سنة القوم.
بل الاعتراف للّه، تعالى، بالتقصير من العبد الغافل: أقرب إلى
النجاة، و سؤاله اللّه، عزّ و جلّ: أن يبلغه ما بلغ بالقوم.
و باللّه التوفيق!.
[1] - طلحة بن عبيد اللّه( طلحة الجود)( 28 ق ه- 36 ه-
596- 656 م).
طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان
التيمي القرشي المدني، أبو محمد، صحابي، شجاع، من الأجواد و هو أحد العشرة
المبشرين، و أحد الستة أصحاب الشورى، و أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام. قال
ابن عساكر: كان من دهاة قريش و من علمائهم. و كان يقال له و لأبي بكر« القرينان» و
ذلك لأن نوفل بن حارث رأى طلحة، و قد أسلم، خارجا مع أبي بكر من عند النبي صلّى
اللّه عليه و سلم فأمسكهما و شدّهما في حبل.
و يقال له: طلحة الجود و طلحة
الخير و طلحة الفياض و كل ذلك لقّبه به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في
مناسبات مختلفة، و دعاه مرة« الصبيح المليح الفصيح». شهد أحدا و ثبت مع رسول اللّه
و بايعه على الموت، فأصيب بأربعة و عشرين جرحا، و سلم، فشهد الخندق و سائر
المشاهد، قتل يوم الجمل و هو بجانب عائشة. و دفن بالبصرة. له 38 حديثا.
الأعلام 3/ 229، و ابن سعد 3/
152، و تهذيب التهذيب 5/ 20، و البدء و التاريخ 5/ 82، و حلية 1/ 87.