بلغنى أنه اكتحل بكذا. و كذا .. من الملح؛ ليعتاد السهر، و لا يأخذه
النوم و لو لم يكن من تعظيمه للشرع إلا ما حكاه «بكران الدينورى» فى آخر عمره لكان
كثيرا.
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه يقول: سمعت أبا العباس
البغدادى يقول: كان الشبلى، رحمه اللّه، يقول فى آخر أيامه:
[1] - سمع بائعا يقول: الخيار عشرة بدرهم. فصاح و قال:
فكيف الشرار.
و من حكمه: ليس من احتجب بالخلق
عن الحق كمن احتجب بالحق عن الخلق، و قال: إن أردت أن تنظر إلى الدنيا فانظر إلى
نفسك، فخذ كفا من تراب فانك منه خلقت و فيه تعود.
و سأله رجل: أى الصبر أشد؟ قال:
الصبر فى اللّه: قال: لا قال الصبر مع اللّه، قال: لا. قال: الصبر اللّه. قال:
لا، قال: فأى شئ. قال: الصبر عن
اللّه. فصرخ الشبل و أنشد:
سألتُ حبيبى
الوصلَ منه دُعابَةً
و أعْلَمُ
أنَّ الوصل ليس يكونُ
فمَاسَ دلالًا
و ابتهاجاً و قال لى
برفقٍ مجيباً(
ما سألتَ يَهُونُ)
[2] - لأنه بالتوبة تنقل من حقوق الخالق و بقى عليه
حقوق المخلوقين، فالخروج من حقوق الآدميين معتبر فى تحقق التوبة ..